يومية بريطانية تسلط الضوء على المؤهلات التي تجعل من المغرب الوجهة السياحية الأولى في إفريقيا
أكورا بريس: نبيل الصديقي
خلال اليوم الثالث من فعاليات مهرجان السينما الوطني بطنجة، ختم فيلم “أياد خشنة” لمخرجه محمد العسلي عروض اليوم الثالث. الجمهور الذي حضر هذا العرض أبدى إعجابه بالشريط وبشخصياته المتنوعة والتي يعيش كل منها في عالمه الخاص، كما أن الشريط ابتعد عن الفكرة الرئيسية التي هي الهجرة، حيث أن هدى الريحاني (زكية) كانت ترغب في الاحتيال على المزارعين الإسبان عبر وضع خليط في يديها من شأنه أن يجعلهما خشنتين ومن هنا جاء عنوان الفيلم “أياد خشنة”، الخشونة يمكن أن تحيلنا على أشخاص آخرين كأمينة (أمينة رشيد)، التي لم تكن تهتم بزوجها الوزير المشلول، بقدر ما كانت تهتم بالاستفادة من السلطة لجني الأموال رفقة مصطفى (محمد بسطاوي)، الذي كان يأتي إلى الفيلا كحلاق لزوجها.
يطرح الشريط كذلك من خلال الشخصيتين الأخيرتين مشكل الرشوة والمحسوبية، ومحاربة الأمية والإدمان على القمار في شخص سعيد (عبد الصمد مفتاح الخير)، الذي أدّى دور مساعد الحلاق كما أنه مرشد للشرطة في نفس الوقت، وبذلك يستفيد من مداخيل مواقف السيارات. ومن الناحية التقنية، نجح المخرج في تقديم صور جميلة لمدينة الدار البيضاء، حيث ينقلنا من صخب وسط المدينة وحياة الأحياء الشعبية إلى هدوء الفيلات والأحياء الراقية، وخلال هذا التنقل يطرح الفيلم كذلك قضية الفروق الطبقية، ومحنة بعض الموسيقيين المغاربة، حيث يلجأ بسطاوي خلال تنقلاته إلى الفيلات لخدماته، إذ يحلق بسطاوي لزبنائه على أنغام القانون. وعلى ذكر النغم، فقد تميز الشريط بموسيقى تصويرية متنوعة وبتوضيب جميل في الصورة.
كما أبدى أحد المخرجين المخرج الشاب محمد الرويني إعجابه بالفيلم، وقال إنه ناجح من الناحية التقنية حيث تم إدخال بعض التقنيات التصويرية مثل “الترافلينغ المستدير”، خصوصا حين كان يقدم لنا خلوة عبد الصمد مفتاح الخير. ومن الناحية الدرامية، أجمع مشاهدو “أياد خشنة” على أن السيناريو محبوك بطريقة جيدة، شدّت معها انتباه المشاهد إلى آخر لقطة في الفيلم التي أحالتنا على عنوانه وهي حين رفع بسطاوي يده ويد هدى الريحاني (زكية) ليظهر أنها لم تعد “أياد خشنة”.