يومية بريطانية تسلط الضوء على المؤهلات التي تجعل من المغرب الوجهة السياحية الأولى في إفريقيا
كل منا لديه جدول مزدحم في حياته حسب أولوياته.. كل منا يفكر.. لكن ماذا يشغل بالك؟.. وما أكثر الهموم التي ترهق عاتقك؟ هل أنت شخص إيجابي؟ هل وجهت نظرك إلى ما لا يمكن إنجازه.. بدلاً من توجيهه إلى الفرص التي تنتظرك في زاوية ما؟ هل تؤمن بقانون يدعى قانون الجذب، ومفاده أن الطاقة الإيجابية تعطي نتائج إيجابية، والطاقة السلبية تعطي نتائج سلبية؟ مهما كانت الإجابة..
اسمح لي:.. يحكى أن مذكراتي التي لم تكن يوما للقراءة.. اتسمت في فترة من الزمن بكثير من التشاؤم والسوداوية.. إذ كنت أحقق إنجازا تلو الآخر وتفوقا تلو الآخر.. إلا أنني أعيش في حالة عجيبة أميل فيها إلى التفكير السلبي.. كثر يتمنون ما أنا فيه حينها، وأنا أسيرة الكآبة والتشاؤم، أضعت من عمري أكثر من ثلاث سنوات في تلك الدوامة العجيبة التي أخفيتها خلف ابتسامة تتجدد مع كل لقاء من باب المجاملة..
لم أعترف بحقيقة ما أعيشه إلا لدفتر المذكرات.. إلى أن..!! إلى أن قابلت مجموعة ممن باتوا اليوم أقرب الرفاق، إذ قالوا لي أنت امرأة إيجابية تجذبين من حولك لأنك ترسمين الابتسامة أينما حللت.. انتهى اللقاء وكعادتي اتخذت أهم قراراتي وأنا أقود مركبتي.. حدثت وسألت نفسي.. إن كنت حقاً مصدر طاقة إيجابية لغيري فلماذا لا أشعر أنا بذلك؟!! سرعان ما تفقدت عالمي الصغير فوجدت خللا عميقا وهو أنني “أرخي أذني” للتعليقات السلبية، وأستشير بعض المقربين الذين أشبعوني بأفكارهم السوداوية، وهنا “دعست الفرامل” أكثر ما كان يؤلمني في تلك اللحظة شعوري بمدى تأثيري الإيجابي بمن حولي، وحرمان نفسي من لذة التفكير الإيجابي في حياتي ومنطقتي الخاصة، لكن إن عرف السبب بطل العجب..
إنهم رفاق الشؤم.. قررت أن أقضي وقتا أكبر مع الإيجابيين.. وأن أعلم نفسي دروسا في التفاؤل، من خلال تقييم تجاربي حتى الفاشلة على أنها خبرة تصنعني لأكون أكثر صلابة.. همّشت من همّشت وانتقيت من حولي بعناية.. حتى غدوت أكثر تقبلا لكل أحداث يومي.. نعم نظلم أنفسنا بسلبية دخيلة.. فالأمر ليس معقدا أو «فلسفة وصف كلام»، كما يصوره السلبيون، إنها تجربة أضعت من عمري فيها ثلاث سنوات.. ولن أقول للأسف.. فالإيجابية تعني أن أقول حمدا لله أنني اكتشفت قانون الجذب قبل فوات الأوان.. من جانب آخر، يقول أحد الأطباء النفسيين وليس المجانيين..” أن «اللايف ستايل» الذي نعيش به هو انعكاس لسلوكنا وتعاملنا مع الحياة، لذلك باستطاعتنا جميعا أن نطبق أمورا بسيطة من شأنها أن تغير الطريقة التي نتعامل بها مع أنفسنا، ونتحلى بعزيمة أكبر.. قد لا يصدق البعض أنني منذ أن فقدت الإيجابية فقدت أهم أساسيات هذه الحياة «السلام الداخلي»، وما إن عادت..
عادت مفاتيح تفوقي وراحتي.. فالمفكر الإيجابي هو من يؤمن أن كل مشكلة يمكن التغلّب عليها، هو من يقدّر الحياة ويرفض الهزيمة.. كل ما عليك أن تتحلّى برغبة جادّة في التغيير، وأن تحدث نفسك دائماً عن الأمل.. الراحة.. التفوق.. وأن تختار من حولك، فأنت بحاجة ماسة إلى من يمدك بهذه الطاقة الرائعة، تأكد جميعنا نملك الإرادة والتصميم النجاح.. لذلك لا تسمح لأحد أن يجعل منك أسيرا للمرض المعدي «السلبية».. ارفض الآن ذلك الانطواء على الذات، ولا تكن مرتعا خصبا للأفكار السوداوية.. بل طبق وانشر قانون الجذب.. وتذكر قوله تعالى عن إرادة الإنسان ودوره في عملية التغيير، سواء كان ذلك في الاتجاه الإيجابي أو السلبي « ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ». صدق الله العظيم.