يختفون ثم يظهرون. إنهم قادة جناح “تأبط شرا”، ولعل أبرزهم “المناضلة الفزة” خديجة الرياضي. وبما أن منطق عمل جناح “تأبط شرا” هو تقريع السلطات العامة، وتزوير الحقائق في مبادرات تتماهى مع مصالح أطراف معادية للمغرب، وفي أكثر من مرة بطريقة مبيتة تهدف إلى خدمة أجندة غير وطنية، فقد طفت خديجة الرياضي على السطح فجأة مصدرة نداء/بيانا، تعمدت فيه القفز على الحقائق، إذ جاء في النداء /البيان: “يعيش المغرب على مدى شهور على إيقاع احتجاجات عارمة ومتزايدة، من الريف بالشمال إلى زاكورة واميضر وتنغير وبني ملال واولماس وبوعرفة وتندرارة وتاهلة واوطاط الحاج وجراحة. ..”، للمطالبة بالحقوق الإقتصادية والإجتماعية، وأن هذه التظاهرات والاحتجاجات ووجهت بالعنف و”القمع”، وطالبت الرياضي باحترام حق التظاهر والاحتجاج وبإطلاق سراح المعتقلين على خلفية أحداث الحسيمة وغيرها من المناطق، حسب فهم خديجة الرياضي، والاستجابة للمطالب المشروعة.
المؤكد أن خديجة الرياضي والجمعيات التي تحدثت باسمها، تعمدوا إصدار بيان بهذه الطريقة، التي تؤكد قفزهم على الكثير من الوقائع المرتبطة بهذه الاحتجاجات.
ألا تعلم “الرياضي” أن المواطنين في جرادة وغيرها، هم من سهروا على تنظيم احتجاجاتهم بأنفسهم، وأنهم اغلقوا الطريق أمام المهيجين وأصحاب النوايا السيئة في الإحتجاج، وأن السكان تجاوبوا مع نداءات وبلاغات السلطات بتعليق الإحتجاج، وأن أعضاء من الحكومة انتقلوا إلى مجموعة من المناطق المعنية بهذه الإحتجاجات، وأن رئيس الحكومة أعلن من هناك مجموعة القرارات والإجراءات في سياق الإستجابة لمطالب السكان الإقتصادية والإجتماعية؟!!
ثم ألا تريد “المناضلة الفزة” أن تقتنع بأن القضاء في المغرب أصبح، بقوة الدستور، سلطة مستقلة، وأن المعتقلين في أحداث الحسيمة وغيرها، كأيها الناس “اللي دار الذنب يستاهل العقوبة”، ومن ثبتت براءته فلن يظلم في شيء.
وختاما نهمس في أذني “خديجة” أن المغرب لا بخلو من المعارضين الشرفاء الفضلاء لطبيعة وطريقة تسيير أمور الدولة وشؤونها، وكثيرة هي الآراء التي تتخذ لها من الإنتقاذ منهج الحياة السياسية، وهذا أمر مطلوب في بلد حي، لكن جناح “تأبط شرا” سيبقى حالة شاذة، والشاذ لا يقاس عليه .