العام الثقافي قطر-المغرب 2024: عام استثنائي من التبادل الثقافي والشراكات الاستراتيجية
أكورا بريس
أكد وزير الثقافة والشباب والرياضة، عثمان الفردوس، اليوم الخميس بالرباط، أن جائحة كوفيد- 19 سرعت وتيرة التحول الرقمي، مبرزا أنه “ثمة حاجة اليوم إلى جعل رقمنة التراث أحد المداخل الرئيسية للتنمية”.
وقال الوزير في كلمة له في افتتاح لقاء علمي دولي نظمته مؤسسة المحافظة على التراث الثقافي لمدينة الرباط، التي تترأسها صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء، إن الجائحة وما ترتب عنها من حجر صحي وجهت الاهتمام نحو الفضاءات الداخلية على حساب الفضاءات المفتوحة في وجه العموم.
واعتبر أن رقمنة التراث هي رافعة لتثمين الفضاءات المفتوحة التي حدت التدابير الاحترازية التي فرضتها الجائحة من الولوج إليها، داعيا إلى إحداث نوع من المزاوجة بين الافتراضي والحضور الفعلي من أجل تحقيق قيمة مضافة أكبر.
واستدل الفردوس في هذا السياق، بمشروع رقمنة موقع وليلي الأثري الذي أطلقت الوزارة بشأنه طلب عروض، والذي سيكون أول موقع تجريبي نموذجي لرقمنة التراث من خلال استخدام الواقع المعزز لتقديم مسارات للألعاب للزوار المحليين والدوليين.
كما ثمن المبادرات التي تقوم بها مؤسسة المحافظة على التراث الثقافي لمدينة الرباط، لإغناء النقاش حول العديد من القضايا ذات الصلة بالشأن الثقافي في مختلف تجلياته، مشددا على الدور الحاسم للتكنولوجيات الحديثة في توثيق وحماية التراث المادي واللامادي للمغرب من الضياع أو التلاشي، فضلا عن دمقرطة الولوج إلى الثقافة.
وشكل هذا اللقاء المنظم تحت شعار ” الرقمنة في خدمة حماية التراث الثقافي وتثمينه” بشراكة مع وزارة الثقافة والشباب والرياضة، وسفارة الولايات المتحدة الأمريكية في المغرب، والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، ووكالة التنمية الرقمية ، وجامعتي محمد السادس متعددة التخصصات ببنجرير، ومحمد الخامس بالرباط، فرصة للمشاركين، كل حسب مجال تخصصه، لتقاسم الخبرات وتقريب الآراء في مجالات العالم الرقمي.
ويناقش هذا اللقاء مجموعة من المواضيع في إطار محورين، يهم الأول “الابتكار الثقافي في العصر الرقمي”، فيما يبحث الثاني “إعادة تشكيل التراث الثقافي والتاريخي افتراضيا”، وذلك من خلال دراسة بعض النماذج التي تسمح باستعراض الإمكانات المتاحة بواسطة التكنولوجيا الجديدة، للحفاظ على التراث وتعزيزه، وعبر مضامين ثقافية.
وتجدر الإشارة إلى أنه منذ إدراج الرباط كموقع تراث عالمي سنة 2012، تم تكريس مؤسسة المحافظة على التراث الثقافي لمدينة الرباط، كهيئة ذات طابع أفقي لتنسيق العمليات والأنشطة الرامية إلى حماية وتعزيز تراث العاصمة.
وتهدف المؤسسة من خلال أنشطتها إلى استدامة المواقع والموروث ذي القيمة التاريخية والمعمارية والفنية والجمالية سواء المادي واللامادي، المرتبط بكل جوانب التراث الثقافي للرباط، وكذلك ضمان نقل هذا التراث المصنف الذي تزخر به عاصمة المملكة عبر الأجيال.
ومن أجل ذلك، تسهر المؤسسة على ضمان الالتقائية بين مختلف الفاعلين المعنيين بالحفاظ على التراث، كما تعمل على التحسيس والرفع من الوعي بأهمية التراث وتعزيز مكانته وتقييم مختلف البرامج المتعلقة بتثمينه والحفاظ عليه.