يومية بريطانية تسلط الضوء على المؤهلات التي تجعل من المغرب الوجهة السياحية الأولى في إفريقيا
Agora.ma
وأخيرا رضخ زعيم جبهة الانفصال “البوليساريو”، المدعو “إبراهيم غالي”، واستسلم للأمر الواقع وللضغوط التي حاصرته من كل جانب، وفي مقدمتها الضغط الديبلوماسي الذي مارسه المغرب طيلة الأسابيع القليلة الماضية، وللضغط الحقوقي الذي مارسته جمعيات ضحايا غالي من أجل محاكمته بجرائم التعذيب والاغتصاب، وبعدما كشفت المخابرات المغربية دخوله التراب الإسباني بجواز سفر بهوية مزورة، حيث ذكرت مصادر إعلامية إسبانية أن زعيم الانفصاليين وافق على المثول أمام القضاء الإسباني عبر تقنية الفيديو، وذلك حسب ما كشفت عنه صحيفة “إلباييس” نقلا عن مصادر مقربة من الجبهة الانفصالية.
وكان قاضي التحقيق بالمحكمة الوطنية، سانتياغو بيدراز، قد سمح للمدعو ابراهيم غالي بالإدلاء بشهادته عبر تقنية الفيديو إذا كانت حالته الصحية تمنعه من القدوم إلى مدريد.
وفي هذا السياق، قال مسعود رمضان، رئيس الجمعية الصحراوية للدفاع عن حقوق الإنسان ، إن “مثول غالي أمام القضاء، سواء وجهاً لوجه أو عن طريق الفيديو، يشكل بشرى سارة لضحايا البوليساريو”.
وتابع “لم يشرع القاضي بيدراز، كما طلبنا، في مصادرة جواز سفر إبراهيم غالي، أو تقييد تحركاته أو منعه من مغادرة الأراضي الإسبانية”.
وسبق للمغرب أن حذر من مغادرة غالي البلاد بالطريقة التي دخل بها، فيما تضغط الجزائر لتمكين زعيم الانفصاليين من العودة دون محاكمته.
وأكدت وثيقة رسمية أن رئيس المحكمة الوطنية الإسبانية راسل، أمس الثلاثاء، إبراهيم غالي وأمره بتعيين محام ينوب عنه، أو تعينه من قبل المحكمة.
وأمر القاضي الإسباني السلطات الاسبانية بضرورة إبلاغ زعيم البوليساريو بالاستدعاء، والتثبت من قدرته على الحضور من عدمها للمثول أمامه في فاتح يونيو المقبل، وفي حالة عدم قدرته على التنقل إلى المحكمة لأسباب صحية، طلب القاضي الإسباني توفير المعدات الالكترونية اللازمة لعقد لقاء بتقنية الفيديو.
إلى ذلك، كان وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، قد هدد بتصعيد المغرب ضد إسبانيا في حالة عدم امتثال إبراهيم غالي للسلطات القضائية، قائلاً: “إذا كانت إسبانيا تعتقد أنه يمكن حل الأزمة عن طريق إخراج هذا الشخص (إبراهيم غالي) بنفس الإجراءات فذلك يعني أنها تبحث عن تسميم الأجواء وعن تفاقم الأزمة أو حتى القطيعة”.
وفي المقابل من هذا التوتر، ترغب إسبانيا في طي الأزمة مع المغرب في “أقرب وقت ممكن”، وتحاول التخفيض من تصعيدها بعد التوتر الناتج عن تدفق مئات المهاجرين غير النظاميين إلى سبتة المحتلة.
وحاول بيدرو سانشيز، رئيس الوزراء الإسباني التخفيف من التوتر القائم مع المغرب، في أول حضور له بمجلس الإتحاد الأوروبي بعد الأزمة الدبلوماسية بين مدريد والرباط.
وقالت مصادر دبلوماسية إسبانية، اليوم الأربعاء، إن سانشيز “يسعى إلى تهدئة التوتر وإعادة العلاقات مع المغرب كما كانت” قبل أزمة استقبال إبراهيم غالي.
واعتبرت المصادر ذاتها في حديثها لصحيفة “إلباييس” أن “إعادة العلاقات كما كان سابقا أمر صعب لأن مدريد لن تغير موقفها من نزاع الصحراء كما تريد الرباط اليوم”، لكنها أشارت إلى أن “ما يمكن حله بأسرع وقت هو وضع زعيم البوليساريو”.