الأميرة للا مريم تترأس حفلا بمناسبة الذكرى الـ25 لبرلمان الطفل
مكناس – يخلد الشعب المغربي وأسرة المقاومة يوم غد الخميس الذكرى 84 لمعركة بوفكران التي تعد واحدة من المحطات البارزة في مسيرة الكفاح البطولي للشعب المغربي من أجل كرامة الوطن وملحمة مجيدة في النضال من أجل نيل الحرية والاستقلال .
ويشكل الاحتفال بذكرى هذه المعركة البطولية المعروفة أيضا باسم ” معركة الما لحلو ” ( المياه العذبة ) المحفورة إلى الأبد في الذاكرة الوطنية الجماعية فرصة لاستعادة التضحيات الجسيمة التي قدمها الشعب المغربي من أجل الانعتاق من رقبة الاستعمار والحفاظ على ثوابت ومرتكزات الأمة المغربية .
ويذكر هذا الحدث التاريخي بالانتفاضة الجماهيرية في شتنبر 1937 لسكان مدينة مكناس الباسلة ومحيطها ضد السلطات الاستعمارية الفرنسية بعد صدور المرسوم الوزاري الجائر بتاريخ 12 نونبر 1936 والذي استهدف تحويل مسار مياه وادي بوفكران واحتكارها لصالح أراضي المعمرين لريها وحرمان المكناسيين من سقي أراضيهم .
وكان لمثل هذا القرار العدواني آثار سلبية على السكان الذين تدهورت ظروفهم المعيشية كما تسببت إجراءات مصادرة الأراضي وفرض الضرائب على الفلاحين والحرفيين في أضرار اقتصادية واجتماعية لسكان مكناس ما خلق استياء لدى جميع طبقات المجتمع خاصة بعد فشل الخطوات السلمية التي اتخذتها لجنة الدفاع عن مياه وادي بوفكران التي كانت تضم العديد من وجهاء وأعيان المدينة .
وحسب المؤرخين فقد مثل هذا القرار أبهى صور الغطرسة الاستعمارية خاصة وأن مياه وادي بوفكران كانت موضوعة تحت نظام الحبوس لصالح سكان مكناس بموجب ظهير السلطان مولاي إسماعيل منذ عام 1006 هجرية .
ولمواجهة هذا الظلم تعبأ سكان مكناس للتعبير عن رفضهم القاطع للقرارات الاستعمارية من خلال اتخاذ العديد من الخطوات بما في ذلك تشكيل لجنة وطنية في 16 يونيو 1937 أرسلت عريضة تحمل ما يقرب من 1500 توقيع إلى الملك محمد الخامس طيب الله ثراه وكذا للمقيم العام .
وأدى القمع والاضطهاد الذي تعرض له الوطنيون إلى إذكاء السخط العارم في صفوف الوطنيين والسكان وتسبب في إضراب عام في جميع أنحاء مدينة مكناس بالإضافة إلى تنظيم مظاهرات سلمية احتجاجية ضد حرمان السكان من الموارد المائية في بوفكران .
وكانت الاشتباكات والمواجهات قد حدثت بين فاتح وثاني شتنبر بين سكان المدينة الإسماعيلية والقوات الفرنسية ما خلد معركة بطولية وحدثا تاريخيا عكس شجاعة وصمود السكان الذين كانت تحركهم الروح الوطنية لمقاومة الاستعمار .
كما أكدت تلك المعركة أن كفاح المغاربة لن ينقطع مهما كانت غطرسة الاستعمار بل إن الكفاح الوطني أخذ يتكيف مع المستجدات وينتقل من الجبال والأرياف إلى المدن والقرى وتحويله من صيغة المواجهة العسكرية المتفرقة إلى أسلوب المواجهة السياسية الواعية التي توالت منذ منتصف الثلاثينيات بمجموع الحواضر والمراكز المغربية إلى حين خروج المستعمر وانتهاء عهد الحجر والحماية .
وجاءت معركة بوفكران كمخرج وحيد في مواجهة سياسة الأمر الواقع التي كان المستوطنون يحاولون فرضها كما شكلت ملحمة للنضال من أجل الحرية والاستقلال ونبراسا للأجيال الحالية والصاعدة من أجل إذكاء جذوة الروح الوطنية التي ظلت مترسخة إلى اليوم والتي تشكل ركيزة لمواصلة العمل من أجل بناء مغرب موحد حديث وديمقراطي ومزدهر وفقا للتوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.