أكد الخبير الاقتصادي والأستاذ الفخري في مجموعة مدارس الدراسات العليا في التجارة بباريس، هنري لويس فيدي، أن زيارة رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، إلى المغرب، تأتي في وقت تشهد فيه العلاقات “الاستثنائية” بين المغرب وإسبانيا “ديناميكية غير مسبوقة”، مسجلا أن هذه العلاقات هي “ثمرة للاحترام المتبادل والثقة المشتركة والتشاور المنتظم حول المواضيع ذات الاهتمام المشترك”.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، توقف السيد فيدي، الذي يشغل كذلك منصب كبير الباحثين بمركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، عند الجوانب المختلفة التي تعكس العلاقات المتميزة بين المملكتين.
وعلى المستوى السياسي، أشار الخبير إلى أن الموقف الإسباني البناء بشأن قضية الصحراء، والذي يعترف بمغربيتها، “يكتسي أهمية مضاعفة ويعزز دينامية دولية تهدف إلى إنهاء هذا الصراع المفتعل على أساس الحكم الذاتي للإقليم، ولا شيء غيره، مما يجعل الحكم الذاتي هو الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية لحل النزاع”.
أما على الصعيد الاقتصادي، يضيف السيد فيدي، فإن خارطة الطريق التي تم التوقيع عليها خلال زيارة رئيس الحكومة الإسبانية للمغرب في أبريل 2022، ستمكن من تطوير ديناميكية تجارية غير مسبوقة، باعتبار إسبانيا الشريك التجاري الأول للمملكة، مسلطا الضوء على أهمية الاستثمارات الإسبانية المباشرة الموجهة إلى المغرب، والتي تمثل ثلث الاستثمارات الموجهة إلى القارة الإفريقية.
وأردف الخبير قائلا: “بشكل عام، فإن هذا الأمر لا يمكن إلا أن يعزز جهود المبادرات الملكية الأخيرة، خاصة تلك المتعلقة بالمحيط الأطلسي، والتي تشكل الأساس لتطور يهدف إلى القضاء على الآفات المرتبطة بتهريب الأسلحة والاتجار بالبشر والإرهاب”.
من جهة أخرى، يرى السيد فيدي أن هذه الزيارة تأتي في “أفضل الأوقات” بينما يقوم البلدان بالتحضير للتنظيم المشترك مع البرتغال لكأس العالم لكرة القدم 2030، وهو ما يشكل فرصة “استثنائية” أخرى للبلدين لتعزيز روابطهما.
يذكر أن رئيس الحكومة الإسبانية أجرى، أمس الأربعاء، زيارة عمل للمغرب، تميزت بالاستقبال الذي خصه به صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله.
وتندرج هذه الزيارة في إطار استمرارية الدينامية التي أطلقتها المرحلة الجديدة للعلاقات الثنائية، والتي تم تدشينها منذ اللقاء بين صاحب الجلالة، أعزه الله، ورئيس الحكومة الإسبانية في أبريل 2022، والذي توج باعتماد البيان المشترك بين البلدين.