يومية بريطانية تسلط الضوء على المؤهلات التي تجعل من المغرب الوجهة السياحية الأولى في إفريقيا
بعد الاتفاق القاضي بإحداث لجنة تحضيرية للإعلان عن تأسيس نادي رؤساء الأندية للعمل جنبا إلى جنب مع جهاز الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، والموافقة على مقترح وزير الشباب والرياضة القاضي بإحداث لجنة مختلطة تضم قطاعي المالية والشباب والرياضة والمديرية العامة للضرائب قصد الانكباب على إيجاد الحلول وأرضية متوافق عليها٬ طرحت إشكالية الوسائل المتوفرة لحل هذه الأزمة التي أثارها الإجراء الضريبي المنصوص عليه في مشروع قانون المالية لعام 2012 القاضي باستخلاص ضريبة على مداخيل الرياضيين، حيث يرى الكثيرون أن الأمر لن يكن سهلا في ظل ما تتخبط فيه الأندية المغربية من مشاكل مادية وفي ظل عدة معيقات متوارثة عن حقبة ما قبل مرحلة الاحتراف التي دخلها المغرب مرغما ودون أن يهيئ القائمون على قطاع كرة القدم في بلادنا الأرضية المناسبة لإنجاحها.
وفي هذا السياق تحاول “أكورا” مواكبة هذه العملية من خلال طرح مجموعة من المقترحات والآراء لأعضاء الجامعة الملكية لكرة القدم أو لبعض رؤساء الأندية وبعض اللاعبين أيضا، ونطرح هنا موقف “حكيم دومو”، عضو الجامعة الملكية لكرة القدم، الذي يرى أن أداء الضرائب واجب على كل الأندية حتى يكون كل المواطنين سواسية أمام القانون.
– هل تجد مبررا لهذا الجدل الذي أثارته عدة أندية بعد الإعلان عن مشروع المالية لسنة 2012 القاضي بفرض الضرائب على مداخيل الرياضيين؟
عندما تعلن الأندية أنه ليس بإمكانها أداء الضرائب بداعي عدم توفرها على إمكانيات، يجب حينها طرح سؤال منطقي: هذه الفرق نفسها توقع عقودا مع لاعبيها بقيمة 120 مليون وأكثر، بل هناك من اللاعبين من يتقاضى مرتبات ضخمة تصل إلى 5 ملايين سنتيم شهريا، إذن عندما تفرض الضريبة على من يتقاضى 2500 درهم وتقوم بإعفاء الآخر فهذا منطق غير عادل.
ثم إن الجمعيات الرياضية لها أهداف ربحية وليست أهدافها خيرية، وبالتالي فطبيعة العملية التجارية تفرض أن يتم التعامل مع الوضع على أساس ربحي يفترض فيه أن هذه الجمعيات الرياضية تؤدي ما عليها من ضرائب ومن حقها أن تطلب هي أيضا في كل العقود المبرمة مع شركات الإعلان والإشهار بالملاعب وكذلك عند إقامة لاعبيها بالفنادق وغيرها استخلاص الضريبة على القيمة المضافة حتى تتمكن بدورها من استرجاع حقوقها ودفع مالها من واجبات.
– لكن هناك فرقا تجد مشاكل في دفع مرتبات لاعبيها وتعتمد معظمها على الديون أو تضطر لبيع أجود عناصرها، وهناك فرقا تتمتع بامتيازات دون غيرها من مجانية النقل إلى دعم مؤسسات مهمة كالمكتب الشريف للفوسفاط، كيف سيكون الوضع في هذا الحالة إذن؟
طبعا من حق بعض الأندية أن ترفض دفع الضرائب، عندما تجد أندية أخرى مستفيدة من مجانية النقل عبر الطائرة وتستفيد من عائدات الفوسفاط ومن عدة امتيازات، هناك فرق تستفيد من امتيازات كثيرة وهناك فرق تعاني من ضعف ميزانيتها وإمكانيتها المادية، مثلا شركة الفوسفاط تمنح 3 أو 4 فرق الدعم نفس الشيء بالنسبة لمؤسسات أخرى كالبريد وغيرها حيث تقوم بدعم فرق دون أخرى، وهذا يجب أن يكون دافعا لخلق نوع من التوازن ولنحاول التعامل مع جميع الفرق بنوع من المساواة، لا أن نفرض 900 مليون على كل فريق يريد المنافسة ضمن القسم الممتاز فهذا ليس حلاّ، كما أن الاستراتيجية التي يجب العمل عليها لأجل الدخول فعليا في الاحتراف هي الاعتماد أساسا على تهيئة بنيات تحتية فهي الأرضية التي تنضج عليها كل تجاربنا.
– هل الضرائب بنظرك هي مفتاح نجاح تجربة الاحتراف في المغرب، أم أن هناك أسبابا أخرى دفعت الحكومة الجديدة إلى وضه هذا المشروع؟
بنظري السبب الرئيسي هو أن الجميع مواطنون وهذا يعني أن الجميع عليه أداء الضريبة، مثلا عندما نعفي الفنان من الضرائب وهو يتقاضى مبالغ مهمة في حفلاته فهل هذا عدلا؟ أو عندما يدفع المحامي فقط 10 في المائة من الضريبة على القيمة المضافة، وعندما يتوجه إليه أي مواطن للدفاع عنه في قضية ما يطلب مبلغا كبيرا وبشروط خاصة أحيانا هل هذا منطق؟ الواقع أن هناك بعض المهن المدرة للربح وفي نفس الوقت تتمتع بالإعفاء وهذا أمر لم يعد مقبولا في وقتنا الحالي، أما موضوع الاحتراف فأعتقد أننا لم نفكر فيه من قبل وضيعنا بالتالي سنين طويلة كان بإمكاننا استثمارها، والتجربة في المغرب لم تنطلق إلا من سنتين والحكم سابق لأوانه الآن، الحل ليس في أن تحتج الفرق أو ترفض أو تتوقف عن المشاركة بالدوري المغربي بل أن يجلس الجميع في حوار هادئ وهادف، وهنا أشير إلى أن الفرق التي لها إمكانيات متواضعة أبدت استعدادها لأداء الضريبة مثل الوداد الفاسي والنادي المكناسي، وهذا يعني أن الاحتراف عقلية أيضا.
– ما هي المقترحات التي ترونها مناسبة لفرض الضرائب على اللاعب والأندية بنوع من الاحترافية أيضا والموضوعية؟
أرى أنه بالإمكان اعتماد فرض ضريبة على شكل مستويات مختلفة بمعنى كل حسب قدراته، يعني من تصل ميزانيته إلى مليار أو أكثر يدفع مبلغ معين والذي تصل ميزانيته إلى أقل من مليار يدفع مبلغ معين وهكذا، وطبعا من تجاوز 3 مليارات يجب عليه دفع القيمة الكاملة، أيضا على اللاعب نفسه يجب أن يستوعب العملية، لأن الإشكال الذي أصبح مطروحا هو ارتفاع مرتبات اللاعبين لدرجة غير عادية في وقت وجب طرح السؤال هل كرة القدم تستحق كل هذه الأموال، لا أتحدث عن المغرب فقط، الكرة بالنسبة لي ليست مربحة بل كلها خسارة، لأن الأموال التي تدفع مثلا لمهاجم ريال مدريد كريستيانو تعد مبالغ خيالية، الأندية العالمية الكبرى أصبحت كلها تعتمد على القروض، ولنبحث كم بلغت ديون برشلونة مع كل هذه الإنجازات التي حققها !
أضيف أيضا، أن الجامعة أصبحت معنية بفرض سقف لمرتبات اللاعبين، أي قيمة لا يمكن تجاوزها حتى وحدا أدنى لا يمكن النزول عنه حتى تسير كرة القدم الى مستوى الاحتراف المنشود، لكن أن تدفع الفرق مبالغ كبيرة للاعب وتمتنع عن أداء الضرائب فهذا قمة التناقض بنظري.
أكورا بريس / حوار خديجة بـراق