يومية بريطانية تسلط الضوء على المؤهلات التي تجعل من المغرب الوجهة السياحية الأولى في إفريقيا
أنس الفيلالي، شاعر مغربي من مواليد مدينة القصر الكبير، حاصل على شهادة الإجازة سنة 2010، اهتم بالشعر في سن مبكرة، حيث حصل على جائزة التلاميذ الشعراء بمدينته بالإضافة إلى الجوائز الأخرى.
نشر أولى قصائده في العديد من المنابر الثقافية المغربية والعربية منها، جريدة “بيان اليوم”، جريدة “المنارة العراقية”، جريدة “العرب العالمية”، “جريدة الشمال”، جريدة “الاتحاد الاشتراكي”، وغيرها كثير.
كما شارك الشاعر في أنشطة وملتقيات شعرية كبيرة في كل ربوع المملكة المغربية ، كملتقى “جان جينيه” الشعري والثقافي مع شعراء مغاربة كبار، كما حاز على جائزة الإبداع الشعري المرتبة الأولى صنف اللغة العربية بجامعة عبد المالك السعدي بتطوان سنة 2009، جائزة ناجي نعمان الأدبية الدولية سنة 2009 (لبنان)، جائزة عبد الكريم الطبال 2010 (المغرب).
ومن بين أعماله المنشورة نجد: ”مديح الرماد” شعر، ” أسماء عربية في حضرتي” حوارات، و”مرثية البوح الأخير” الذي صدر حديثا عن منشورات وزارة الثقافة المغربية، ضمن سلسلة ”الكتاب الأول” في حلة أنيقة تزينها لوحة تشكيلية للفنان التشكيلي الصديق الراشدي، هذا الكتاب هو الذي سيقدمه الشاعر أنس الفيلالي السبت المقبل في المعرض الدولي للكتاب بالدار البيضاء. ويتضمن هذا الكتاب (31) قصيدة شعرية تكشف عن زيف العالم وتناقضاته، وهذا يبدو واضحا من خلال عناوين القصائد التي شملها الديوان، فالشاعر قام بتقسيم مرثياته حسب التوزيع الشكلي الذي لا يختلف في الموضوع الموحد، فعنون الأولى ب ”مرثية تزخ من بعيد” والمرثية الثانية ب ”مرثية الرماد الأخير” أما المرثية الأخيرة فقد اختار لها الشاعر عنوان ”مرثية الجمر الثاقب”.
لقد حاول أنس الفيلالي من خلال هذا العمل أن يقدم صورة من واقع شديد الغموض والإبهام في بعض الأحيان، وغير خفي في أحيان أخرى، هو أشبه ما يكون بواقع الكتابة في سديميتها الدنيا والمثلى، والتي حاورها في ثنائيتها الضدية في أشكال مختلفة ومتنوعة في الكتابة والبوح لكن بمضمون وبوح واحد، حيث تركنا الشاعر بين ثنائيات ودلالات مفتوحة التأويل ومجتمعة في رثاء واحد.
هكذا يسافر بنا الشاعر فوق بساط إبداعه في هذه المجموعة الشعرية التي نتلو فيها وجه السماء ووجع الرماد، وابتكارات شعرية مطربة.
فالشعر بالنسبة لأنس الفيلالي فهو: ”شيء يعيش في صدورنا فنقذفه على ألسنتنا على قول الجاحظ قديما”، وهو في المعنى الحقيقي ذلك الصخب الموسيقي المتشبع بالكلمات والحروف الوجدانية الرضية التي تخرج في قالب له ضوابطه وفروعه الإنسانية باتجاهها. أما عن اختياره لهذا الجنس فقد قال لـ”أكورا”: ”لم أختر الشعر بل هو من اختارني”، وهو يعتبر أن ولادته ونضجه كان في حضرة النت، لإيمانه أن النشر الإلكتروني أوسع نطاق من النشر الورقي وفي زوايا مختلفة، لذا فهو كل نص ينشره على النطاق الورقي في المجلات وفي الصحف الإلكترونية.
يعترف أنس الفيلالي أن في كل مرحلة من مراحل حياته أثرت فيها شخصية معينة، فالنسبة لكتاباته الأولى والتي لم تخرج عن العشوائية حسب قوله، وأثناء تناوله للنصوص الشعرية الحديثة في المرحلة الثانوية، يرجع الفضل الكبير في هذا الإدراك إلى أستاذته السريفي التي شجعته من خلال قراءتها لما كان يكتبه من الخواطر والنصوص في بعض الحصص، إلى إعادة التفكير في معنى الكتابة ومفهومها وضوابطها فيما بعد.
وكذا التقاءه بالأديب المغربي محمد سعيد الريحاني شخصيا، حيث انغرس في المفهوم الواضح للكتابة من خلال تطلعه ومخيلته، ويعترف أنه اخنار الكتابة لعلاقتها بمكوناته، وما زاده شرارة هو حصوله على جائزة شعراء التلاميذ بالقصر الكبير حيث فرضت عليه تبعاتها وضغوطها، أما عن موقفه فهة موقف إبداعي محض حيث يقول: ”موقفي الإبداعي هو ذاك الموقف الطافح بالحروف والكلمات والإشعارات الموجودة بدم الغرباء، وهو تلك الحمى التي تصيب المرضى في السواد”.
أكورا بريس: سمية العسيلي