يومية بريطانية تسلط الضوء على المؤهلات التي تجعل من المغرب الوجهة السياحية الأولى في إفريقيا
تحدث “حكيم بنشماش” رئيس فريق الأصالة والمعاصرة في مجلس المستشارين خلال الجلسة العمومية التي خصصت لمناقشة البرنامج الحكومي مساء اليوم، عن أن انتقاد حزبه لبرنامج بن كيران لم يأت من رغبة في ربح سياسي ضيق ولا بهدف التسبب في إحراج مجاني، مذكرا رئيس الحكومة بالهجوم الذي كان يشنه حزبه خلال الحملة الانتخابية على حزب الأصالة والمعاصرة، واعتبر أن الخطاب الذي كان يتقنه بن كيران وحزبه قد ثبت منذ بداية خطوات العمل الحكومي بأنه خطاب فيه الكثير من الزيف والبهتان، وخطاب ركز على دغدغة المشاعر الدينية للمغاربة لتحقيق أهداف وغايات سياسوية ضيقة، بل ويشكل محاولة للسطو البيّن على المقدس المشترك للمغاربة المتمثل في الدين الإسلامي الذين عاشوا على هديه منذ قرون ولم يكونوا في حاجة إلى شيوخ يدلون على المحجة التي عاشوا عليها آباؤهم وأجدادهم منذ أجيال حسب قوله.
وتقدم “بنشماش” بمجموعة من الانتقادات إلى البرنامج الحكومي الذي اعتبره برنامجا خاويا، مشيرا إلى أن منطق القرابة الزبونة كان حاضرا في تشكيل الحكومة الجديدة معتبرا أن التحالف الحكومي يشكل كشكولا هجينا، كما طالب رئيس الحكومة بتبرير وجود وزير بدون حقيبة في الوقت الذي كان فيه حزب العدالة والتنمية من موقعه في المعارضة يرفض تواجد وزير بدون حقيبة مستحضرا كلمة رئيس فريق العدالة والتنمية خلال حكومتي “جطو” و”الفاسي”، كما عبر باسم فريقه عن خيبة أملهم في ما احتواه البرنامج الحكومي الذي افتقد حسب رأيه إلى الحد الأدنى من مقومات البرامج الحكومية مبديا مجموعة من الملاحظات والتساؤلات من بينها تساؤله حول الهدر الزمني الذي عرف عملية تشكيل الحكومة والذي اعتبره زمنا للهرولة والتسابق على الحقائب الوزارية دون تكريس نفس القدر من الوقت والتسابق لصياغة مضمون جدير بأن يسمى برنامجا حكوميا، كما تساءل عن منطق القرابة والزبونية الحاضر داخل تشكيلة الحكومة الجديدة، وقال بنشماش في كلمته الموجهة إلى بن كيران: “إلى أي حد مارستم الصلاحيات التي خوله لكم الدستور الجديد خاصة فيما يتعلق بالعضوية في الحكومة وفي هذا الصدد كيف تبررون وجود بعض الوزراء في حكومتكم دون انتماء حزبي حيث يتعذر على الناخبين مساءلتهم ومحاسبتهم، كيف تفسرون طبيعة التحالف الحكومي الذي أقل ما يقال عنه أنه كشكول هجين باعتبار تشكله من أحزاب تفتقد للحد الأدنى من الانسجام والتقاطع في المرجعيات”.
ووصف “بنشماش” الهيمنة الذكورية في حكومة بن كيران بالخطيئة الكبرى والخرق السافر لمبدأ المناصفة وإلغاء واضح لمكانة المرأة المغربية، كما طلب من رئيس الحكومة بضرورة الكشف عن خلاصة التحقيق المتعلق بعملية تسريب البرنامج الحكومي لوسائل الإعلام قبل عرضه على البرلمان.
يشار إلى أن توقيت مداخلة “بنشماش” أثار ردود أفعال بعض المستشارين، إذ اعتبروا أن رئيس المجلس أوقفهم قبل انتهاء المدة الزمنية المخصصة لكل تدخل، في حين ترك رئيس فريق “الأصالة والمعاصرة” دون مضايقة، غير أنه اتضح في ما بعد أن مداخلة بنشماس نفسه لم تتجاوز 48 دقيقة، وأن رئيس مجلس المستشارين، الشيخ بيد الله كان صارما في فرض احترام المدة الزمنية المتفق عليها مع رؤساء الفرق البرلمانية.
أكـــورا بريس / خديجة بـــراق / الربـــاط