الأميرة للا مريم تترأس حفلا بمناسبة الذكرى الـ25 لبرلمان الطفل
بقلم: عبد الحميد جماهري: [email protected]
أمام بشار الأسد سؤال لابد من أن يجيب عنه، بعيدا عن التظاهر الفج في الساحات المحروسة بالدبابات الروسية؟
هل يستطيع النظام أن يضحي بنفسه من أجل أن تعيش سوريا وتتقدم بلا دماء؟ أم سيرحل الأسد الشعب السوري برمته إلى المقابر والمنافي ومغاور الزبداني، في حرب أهلية طويلة تنتهي بسقوطه بالذات؟
لحد الساعة مازال الخيار السوري هو نفسه، أي مزيد من الاقتتال، والقمع والترويع، واللعب على الوقت وعلى المبادرات الضعيفة أو المنهكة، لكي يقتل الشعب السوري في صمت.
والحال أن رهانا مثل هذا لم يعد مطروحا أبدا بهذه الصيغة البليدة والمختزلة.
فقد بدأت قوى المعارضة تطرح قضية التدويل بإلحاح، ومنطقها في ذلك هو أنه لا يمكن أن نقبل التسويف الديبلوماسي إلى ما لا نهاية، مع نظام أو مع رجل يقتل عوض أن يحاور ويسجن عوض أن يبادر إلى الإصلاح، وينتظر الطائرات الروسية أكثر مما ينتظر الشعب رحيله.
كما أن طبول الحرب الداخلية أصبحت تتعالى أصواتها ودقاتها يوما عن صدر يوم، وصار من المتوقع القريب دخول البلاد إلى منطقة العزلة الدموية، التي قد لا تفتحها سوى أزرار الطائرات الشبح وطائرات الناتو.
وأصبح رجل مثل بان كي مون يردد كل يوم أن ما يقع يفوق الإحتمال، وهي مقدمة لبقة للقول أن الطريق نحو التدخل الحربي لم يعد بعيدا.
وفي الوقت ذاته، بدأت الطبول فوق رأس أحمدي نجاد ترتفع وتتعالى أصواتها، وبدأ الحديث عن ضربة إسرائيلية واردة، في الوقت الذي يزداد فيه التأهب الروسي(من أجل الدخول إلى مائدة الوزيعة أكثر من هم استراتيجي يوقد موسكو).
وكل ذلك مرتبط ارتباط الشريط السينمائي بالحبكة الروائية.
ويبدو أن المنطقة على أهبة اشتعال كبير، رافقتنا مخاوفه إبان حرب الخليج الأولى والثانية، وانتهى بسقوط نظامين ودخول احتلالين في العراق وفي أفغانستان، وعدنا إلى رقعة «اللعبة الكبرى»، التي رافقت نهاية القرن 19 والقرن العشرين وقلبت خرائط وأنظمة واستراتيجيات في المنطقة امتدت من الشرق الأوسط إلى الشرق البعيد.
غدا، سنكون أمام أكثر من جبهة، جبهة إيرانية، وأخرى سورية، وثالثة لبنانية، على اعتبار موقع حزب الله في الرقعة السياسية المتوترة حاليا، ودخوله إلى الحلف السوري – الإيراني من بوابة الجنوب اللبناني.
وعوض أن يفكر النظام السوري في مصلحته الوطنية ويعفي سوريا الحديثة من دوامة الدم والحرب الأهلية، ويعفيها من ضريبة هذا المنعطف الصعب، نراه يعيد علينا مظاهر القذافي وهو يطل من فوق سور الساحة الخضراء وصورة ابنه سيف الإسلام وهو يتجول فيها ليلا، ويعيد علينا كلام انتصار سوريا على المؤامرة.
نريد منك أن تنتصر لسوريا، أما النصر معها أو بها، فلم تجربه ولو لحظة واحدة منذ بدأ هذا النظام الموروث عن الأب.
لم تجرب سوريا أي انتصار لكي تعدها اليوم بانتصارها على أبنائها وقواها الوطنية، أيها الأسد الصغير.
2012/1/18. عمود “كسر الخاطر” بيومية “الإتحاد الإشتراكي”