يومية بريطانية تسلط الضوء على المؤهلات التي تجعل من المغرب الوجهة السياحية الأولى في إفريقيا
تصوير: أم ب بريس
في المقر المركزي لحزب العدالة والتنمية بحي الليمون بالرباط كانت مشاهد الفرحة طاغية. شباب وفتيات.. رجال ونساء جاءوا ليحتفلوا بفوز هذا الحزب الإسلامي بأول انتخابات تشريعية تجري في ظل الدستور الجديد.
كان الفوز متوقعا.. لكن البعض وصفه بالنصر الذي لم يكن الإسلاميون يحلمون به على حد ما جاء على غلاف صحيفة “أخبار اليوم” المستقلة.
“العربية.نت” ذهبت إلى هناك لتلتقي بعريس هذه الفرحة عبد الإله بن كيران زعيم العدالة والتنمية ليخصها بأول حوار بعد الفوز وقبل أن يشق طريقه نحو رئاسة الحكومة التي سيشكلها على الأرجح بالتحالف مع أحزاب أخرى.
قلت لابن كيران: مبروك.. انتهيت من الجهاد الأصغر وهو الحصول على الأغلبية العددية، والآن ستبدأون جهادا أكبر وهو تشكيل الحكومة وإثبات أنكم كإسلاميين قادرين على الحكم وليس مجرد ظاهرة في صفوف المعارضة.
أجاب بثقة: العدالة والتنمية سيحاول أن يدير المسؤولية بطريقة إيجابية لصالح المغرب وبحيث تصبح تجربته مقياسا مقبولا للبناء عليه في الأمة العربية والإسلامية.
سألته: لكن التخوف يظل كبيرا من قدرتكم على إدارة الواقع بعيدا عن دغدغة العواطف.
قال عبدالإله بن كيران بأنه تخوف مشروع. فنحن لم يسبق لنا المشاركة في إدارة الحكم، ولكن يبدو أن التجربة الجديدة فيها عنفوان وصلاحيات جديدة للحكومة في إطار الاستمرارية الملكية واحترام القانون. يجب علينا أن نحافظ على الاستقرار والإصلاحات في إطار سليم.
وردا على سؤال آخر أكد أن حزبه سيحكم من منظور أنه حزب سياسي وليس ديني. الخطاب الديني مكانه المسجد. نحن حزب يمارس السياسة ولن نتدخل في الحياة الشخصية للناس.
قلت له: لن تفرضوا على النساء الحجاب أو النقاب؟.. أجاب: إذا أردنا الفشل فشلا مطلقا فسنفعل ذلك. لن نتدخل في اختيارات الناس. لن نفرضه على امرأة واحدة وليس كل النساء إذا كنا جادين في النجاح.
وعندما قلت له: هل وصول حزب إسلامي إلى الحكم حقق للمغرب نزاهة الانتخابات وجعلها تتجاوز مخاطر الربيع العربي.. قال عبد الإله بن كيران: دائما المغرب كانت له طريقته الخاصة التي لا تهدد استقراره.
وحول معنى تصريحه بأن وزارات السيادة انتهت دون رجعة.. قال بن كيران: كانت كل الوزارات قبل هذه الانتخابات وزارات سيادة وكانت هناك وزارات يركز عليها الملك تركيزا خاصا.. الآن لم تعد هناك حاجة لذلك.. فالملك هو رئيس الدولة. القضية .. كيف سيدير رئيس الحكومة علاقته مع الملك وهذه نقطة الإشكال ولكني متفائل.
سألته: هل نحن في هذه المنطقة التي تشمل مصر وتونس المغرب على أعتاب ربيع الدولة الدينية؟ قال عبد الإله بن كيران: الدولة الدينية انتهت من زمان. لم ولن يكون لها وجود.
وعن كيفية تشكيل الحكومة قال إن حزب العدالة والتنمية سيتجه للتحالف مع الأحزاب الأخرى فيما عدا حزب الأصالة والمعاصرة بسبب أساليبه السياسية السابقة.
بن كيران كان قد صرح لصحيفة “أخبار اليوم” المغربية قبل إعلان نتائج الانتخابات بأنه سيسعى لتكوين حكومة قوية وناجحة على أساس الكفاءة والنزاهة ومن الشباب إذا كان ذلك ممكنا فلا أرى نفسي رئيسا للحكومة يشتغل مع وزراء أكبر منه سنا.
عن “العربية.نت”