بقلم: مزة الحسايني : طالب باحث، فاس
تقبل بلادنا هذه الأيام على مرحلة فاصلة من تاريخها وتحد جديد سيمكنها من تعزيز مكتسباتها و التدشين لغد أفضل للأجيال القادمة. و لعل استحقاقات 25 نونبر الجاري يمثل بالفعل موعدا مع التاريخ وفرصة لترسيخ التوجه الديمقراطي الذي اختاره المغرب منذ الاستقلال وعززه حكم الراحل الملك الحسن الثاني ومن بعده خلفه الملك محمد السادس.
فلا أحد ينكر بأن التحولات التي عرفها المغرب منذ عدة سنوات قد شملت جل الميادين بما فيها الشأن التشريعي، كما أن الاستحقاقات المقبلة التي ستقبل عليها بلادنا تختلف عن سابقاتها كونها جاءت تحت ظل الدستور الجديد الذي أقره الشعب المغربي في شهر يوليو الماضي و الذي أحدث قوانين جديدة تنظم الحياة السياسية.
و تكمن أهمية هذه التغييرات في كونها ستضمن مزيدا من الشفافية و المصداقية و تبعث روح الطمأنينة في نفوس المواطنين الذين سيتوجهون لصناديق الاقتراع واثقين كل الثقة بأن أصواتهم لن تذهب أدراج الرياح و أن كلمة الفصل ستكون لهم. و هنا يجب الوقوف عل مسألة المشاركة، فانخراط المواطن المغربي الغيور على هذا البلد و مصلحته هو الكفيل بإنجاح المسلسل الديمقراطي الذي ابتدره العاهل المغربي منذ عشر سنوات و كل صوت مقاطع، بحجة فقدان الثقة في العمل السياسي أو الأحزاب، لن يشكل سوى حجر عثرة أمام هذه المسيرة الإنمائية التي تعرفها البلاد. فاستحقاقات 25 نونبر تمثل فرصة لا تعوض للشعب المغربي لتحديد مصيره و استرجاع هذه الثقة المفقودة بتجديد نخبه السياسية وفق منطق المسؤولية و المحاسبة.
ولعل النظر للائحة المرشحين وتركيبتهم حسب النوع و الفئة العمرية و المستوى الدراسي يمكن من استخلاص بعض النقط :
عدد النساء يمثل 22.87 بالمائة من مجموع المرشحين بتزايد مهم مقارنة بانتخابات 2007. و قد خصص في هذا الشأن 60 مقعدا في اللائحة الوطنية أي بزيادة 30 مقعدا مقارنة مع 2007.
يبلغ معدل تمثيل الشباب أقل من 35 سنة 27.09 بالمائة و مابين 35 و 45 سنة 30.15 بالمائة يعني أن نسبة المرشحين أقل من 45 سنة بلغت 57.24 بالمائة أي أكثر من نصف المرشحين من الطبقة العمرية الشابة. كما خصص لأول مرة 30 مقعدا للشباب في اللائحة الوطنية.
يمثل المرشحون الحاصلون على مستوى جامعي 46.42 بالمائة فيما يمثل الحاصلون على المستوى الثانوي 38.62 بالمائة.
وجود مرشحة من أصل يهودي، و مرشحين أحدهم كفيف و الآخر معاق.
كل هذا التنوع يضفي صبغة خاصة على هذه الاستحقاقات و يميزها عن سابقاتها جاعلا المغرب، بحق، استثناءا يقل نظيره في ظل ما يعيشه العالم عامة و المنطقة العربية خاصة من تغيرات جذرية، و يكفي النظر لما يجري في مصر و سوريا و اليمن للتيقن من هذه الحقيقة الواقعة.