يومية بريطانية تسلط الضوء على المؤهلات التي تجعل من المغرب الوجهة السياحية الأولى في إفريقيا
منذ سنوات الخمسينيات، تعرف مشاهدو الشاشة الصغيرة على “المبشرين التلفزيين” الأمريكيين، هؤلاء الدعاة المسيحيون الذين لهم القدرة على استقطاب ملايين الأتباع بخطبهم المشتعلة، التي تم إعدادها للبث التلفزي. مجلة “ذي إيكونوميست” البريطانية ، وتحت عنوان “الدخان المقدس” تطرقت لموضوع تألق الدعاة المسلمين، الذين يشكلون نسخة للدعاة المسيحيين، على شاشات التلفزة خصوصا في مصر وإندونيسيا. وكمثال على ذلك معاذ مسعود، داعية مصري شاب ووسيم يحلق شعر رأسه والذي يجمع بالعاصمة المصرية القاهرة “أعدادا كبيرة من المراهقات” اللواتي تصرخ إحداهن من تحت نقابها وكأنها رأت نجم روك أو ممثلا عالميا” لقد رأيته، لقد رأيته”.
وكجميع الدعاة الآخرين، تلقى هذا الداعية تكوينا دينيا كلاسيكيا، وهو الأمر الذي يقلق السلطات السنية المصرية، لكونها تنزعج من الخطاب الذي يمرره هؤلاء الدعاة أو كونه بوابة لخطاب أكثر تطرفا. وعلى طريقة “المسيحيين الذين يولدون من جديد”، وهم مسيحيون يدّعون أنهم وجدوا الإيمان بعد فترة من “الانحراف عن الطريق الصحيح”، يقول معاذ وجد ضالته في الإسلام بعد أن تعرض لحادثة سير وقام بعملية جراحية، بالإضافة إلى أنه شاهد العديد من أصدقائه يموتون بسبب السرطان أو بسبب جرعات زائدة.
إن نموذج الاستقامة الذي يمثله معاذ وصدقه مهمان جدا بالنسبة لجمهوره، وحسب الصحيفة البريطانية “ذي إيكونوميست” فإن نظيره عبد الله جيمناستيار ، الذي صعد نجمه سنة 2001 وأسس شعبيته الكبيرة في أندونيسيا على أساس أنه زوج محب لزوجته وأبنائه، قد جلب عليه غضب المعجبات وتدنت أسهمه بشكل كبير بعد أن قرّر الزواج مرة ثانية سنة 2006، خصوصا إذا علمنا أن خطبه تبث على العديد من الفضائيات العربية الدينية بل وحتى الفضائيات العامة مثل قناة “إم بي سي”.
وتؤكد “ذي إيكونومست” أن أغلب هؤلاء الدعاة لم يصرحوا بوضوح بانتماءاتهم السياسية، حتى إبان الثورة المصرية، مما يجعل من الصعب توقع ردة فعل جمهورهم إن هم أعلنوا عن انتمائهم السياسي.
اكورا بريس: ترجمة نبيل الصديقي عن “ذي إيكونوميست”