بعد أن ترعرع في أحضان العدل والإحسان بالدار البيضاء وعمره لم يكن يتجاوز بعد الربيع الثالث عشرة، أصبح سعيد خطيب أحد قيدومي الصف العدلاوي بالديار الإيطالية، حيث يعيش منذ أزيد من عشرين سنة، وهو بذلك واحد من المؤسسين لتنظيمات الجماعة بإيطاليا وبالتحديد بمدينتي طورينو وجنوة.
لقد تمرس على المهام القيادية منذ البداية عندما أوكلت له قبل بلوغ سن العشرين مهمة تأطير خلية للعدل والإحسان في الحي الذي كان يقطن به بالعاصمة الاقتصادية للمملكة، فكان من بين ما أَثْلَجَ به صدر محتضنيه مساهمته في الرفع من عدد أفراد الحرس العدلاوي عندما بدأ باستدراج أَخَوَيْن له من أمه وأبيه.
و بعدما انتقل للاستقرار بإيطاليا مع بداية تسعينات القرن الماضي جَرَّتْهُ ميولاته للظهور في الواجهة إلى النشاط لصالح جمعية إسلامية دولية يوجد مقرها بلندن عاصمة الضباب، ومتواجدة بتقديمها الدعم للمقاتلين في مختلف مناطق التوتر في العالم، وعلى رأسها جبهات القتال البوسنية وقواعد الطالبان ومخيمات الإرهابيين بباكستان وأفغانستان.
لم تكن التجربة بسيطة، فقد خَبِرَ سعيد خطيب من خلالها دهاليز الاتصالات مع الإسلاميين ومنظماتهم وجمعياتهم المُعْلِنَة نشوطها في الأعمال الخيرية ومراكزهم الإسلامية المُشَكِّلَة نُقَط التقائهم، وذلك عبر مختلف مدن إيطاليا، حيث كان مكلفا رفقة عدلاويين آخرين وبضعة مغاربيين من حركة النهضة التونسية ومن الجزائر بجمع الأموال والتبرعات لدى إسلاميي منطقة الأورو المتواجدين في شبه الجزيرة الإيطالية، لصالح الجمعية الدولية التي تعيد توزيعها وتوفر بها ما يلزم المقاتلين في مناطق اشتغالها.
و رغم الشبهات التي تلف هذا العمل فإن سعيد خطيب قد انتفع منه على الواجهتين الشخصية الصِّرفة والتنظيمية داخل الجماعة، حيث بواسطته تعرف على فتيحة مومان، المغربية المقيمة بمدينة أمبريا الإيطالية التي كانت تنشط بها آنذاك كرئيسة “جمعية مسلمي ليكوريا”، والتي تزوجها بعد أن دفعها ليزدان بها صف العدل والإحسان.
في أحضان عش الزوجية المنشأ على أغصان شجرة العدل والإحسان جاء الانتفاع التنظيمي للرجل الذي تمثل في إنشاء جمعية أُريدَ لها أن تكون ثقافية تحت يافطة “جمعية النساء المسلمات بمنطقة جنوة” ترأسها زوجته ومقرها بمدينة إقامتهما. ثم بعد ذلك عمل على إنشاء جمعية ثانية ليرأسها بنفسه موجودة في نفس المقر سماها “الحوار المتوسطي”، يلقن فيها أبناء الجالية المغربية مبادئ “المذهب الياسيني” نسبة إلى عبد السلام ياسين.
لقد ذاع صيت الجمعيتين في أوساط العدلاويين وارتفعت أسهمها لدى بورصة أنشطة الجماعة بسلا إلى درجة أن زوجة سعيد خطيب أصبحت صديقة حميمة لغزلان البحراوي إحدى القياديات السياسية بالجماعة والمعروفة بِبَذخها الذي أدى بزوجها إلى السَّقَمِ المالي .
كما أصبحت كذلك منذ 2007 المترجمة الرسمية لندية ياسين في حلها وترحالها بالديار الإيطالية، كما أضحى سعيد خطيب نفسه من الكوادر المستقبلة لقادة الجماعة خلال سفرهم لإيطاليا في إطار أنشطة الجماعة وعلى رأسهم محمد عبادي وفتح الله أرسلان ومحمد بارشي ومنير الركراكي
كل الخبرة التي راكمها سعيد خطيب في خدمة العدل والإحسان من مختلف المواقع وضعها منذ سنوات تحت تصرف قيادة الجماعة، حيث بالإضافة إلى كل هذه الأعمال الجليلة فتح بيت زوجيته في وجه العشرات من مريدي الشيخ ياسين الذين قَدِموا لإيطاليا بطريقة غير قانونية في انتظار أن يساعدهم بفضل معارفه وتدخلاته على تسوية وضعيتهم لدى السلطات الإيطالية وللحصول على العمل في هذا البلد.
لسان حال سعيد خطيب العدلاوي حتى النخاع يكاد ينطق ويقول: “المهم الجماعة تنتشر في أوربا باش ما كان وربي كبير”.
أكورا بريس