بالصور: تفاصيل احتفاء أسرة الأمن الوطني بأبنائها المتفوقين دراسيا ورياضيا وفنيا
تخيل ان هناك جزيرة وبها ديكتاتور يحتجز 100 أسير وجميعهم علماء رياضيات عظماء، ولا يمكنهم الهرب ولكن هناك قانون غريب يحكم هؤلاء الأسرى. في الليل يتم السماح لأي اسير أن يطلب من الحارس حريته. وإذا كان هذا الأسير من أصحاب العيون الخضراء يتم إطلاق سراحه، وإلا سيتم إلقائه في البركان.
واتضح بعد ذلك أن جميع الأسري المئة يمتلكون العيون الخضراء، ولكنهم يعيشون جميعهم على هذه الجزيرة منذ ميلادهم، وقد بذل الديكتاتور قصارى جهده لضمان أنه ليس بإمكان أي منهم أن يعلم ما هو لون عينيه. فليس هناك وجود لأي مرايا على سطح هذه الجزيرة، وجميع المياه التي تعتبر على مرأى من قوم الجزيرة السجناء غير شفافة، ولذلك لا يمكنهم بالطبع رؤية انعكاساتهم، والأهم من ذلك هو أنه لا يسمح للسجناء بالتعامل مع بعضهم البعض.
ومع ذلك هم يرون أنفسهم كل يوم في الطابور، في كل صباح، الجميع يعلم تماماً بأنه ليس هناك من يجرؤ على طلب الحرية إلا إذا كان متأكداً وواثقاً من نجاح هذا الأمر. وتحت ضغط من منظمات حقوق الإنسان، تم إجبار الديكتاتور على أن يسمح لك بزيارة هذه الجزيرة والتحدث إلى هؤلاء السجناء ولكن فقط بناءا على هذا الشرط، يمكن أن تقول بيان واحد ولا يمكنك مطلقاً تقديم أي معلومات جديدة للسجناء، فكيف إذاً يمكنك مساعدة السجناء دون كسر هذه الاتفاقية مع الديكتاتور؟
بعد تفكير عميق، قد قمت انت بإخبار الحشد “أنه يوجد على الأقل واحد منكم يمتلك عيوناً خضراء” وقد شعر الديكتاتور بارتياب شديد ولكنه كان متأكداً من أن خطابك لن يغير من الأمر شيئا. ثم غادرت أنت الجزيرة وكان الأمر يبدو على أن جميع الأمور تسير كما كانت تماماً، ولكن ذات صباح بعد مرور 100 يوم من زيارتك لتلك الجزيرة، أصبحت هذه الجزيرة خالية تماماً، وفي الليلة السابقة طلب جميع السجناء بمغادرة السجن، كيف تمكنت انت من التغلب على دهاء هذا الديكتاتور؟
حاول أن تفكر في الإجابة بنفسك قبل قرائتها بالأسفل
الإجــابــة
عليك أن تعلم حقيقة في غاية الأهمية وهي أن عدد السجناء ليس مهماً على الإطلاق في هذا الأمر. دعونا نبسط المهمة، ونتخيل أن هناك فقط شخصان على هذه الجزيرة، ونطلق عليهم أسماء محمد وأحمد، وكل منهم قد رأي السجين الآخر صاحب العين الخضراء وقد علم أنه هو الشخص الوحيد الذي يملك هذه العيون.
وبعد انقضاء الليلة الأولى من إلقاء خطابك، كل منهما قام بالانتظار، وفي الصباح قد رأى كل منهما أن الطرف الآخر موجود بالفعل، وهذا أعطاهم المفتاح لما هم فيه، فقد أدرك محمد أنه إذا كان لا يملك عيوناً خضراء، فقد كان سيتم إطلاق سراح أحمد في الليلة السابقة، وهو يعلم أن محمد هو صاحب الأعين الخضراء الوحيد، كما أن أحمد يدرك نفس الأمر تماما تجاه محمد، وهما الإثنان يعلمان حقيقة أن الشخص الآخر مازال منتظراً، وذلك يعني أنني أنا الشخص الوحيد المالك للعيون الخضراء.
لذلك قد حصل كلا السجينان على حريتهما في الصباح التالي.
يطلق على هذا الحدث اسم المنطق الاستقرائي ويمكننا زيادة عدد السجناء تحت هذا الاعتبار، ولكن يظل تفكيرنا صحيحاً بغض النظر عن عدد الناس المتورطين في هذا الأمر. إن السجناء لم يحصلوا على أي معلومات جديدة من خلال خطابك ولكنهم تعلموا شيئاً جديداً بسبب الحقيقة التي قمت أنت بإخبارهم إياها. فهم الآن يعلمون أنه ليس فقط واحد منهم لديه عيون خضراء، ولكن أيضاً كل منهم يراقب الناس أصحاب العيون الخضراء. الأمر الذي لم يكن يعلمه أي سجين أنه إذا كان هو حامل العيون الخضراء فسوف يقوم الآخرين جميعاً باتباعه.
سوف يعرف السجين هذا الأمر عندما تمر عدد ليالٍ بعدد السجناء. ربما تسبب ما قلته في مكوث الأشخاص لمدة 98 يوماً إضافياً على الجزيرة لكنك لم تكن لتغامر في حضرة سلطان جائر وتقول أنه يوجد 99 شخصاً لديهم عيوناً خضراء. أليس كذلك؟!