إنهم في كل ركن من أركان الحسيمة. يكدون ويجتهدون. لا يتعبون حتى لا تهدأ المدينة وضواحيها. يلتقطون أي شيء ليجعلوا من خبرا دسما يعيد الناس إلى الشارع للاحتجاج والصراخ.
صباح أمس الخميس 10 غشت الجاري، التقط أحدهم حدثا عرضيا، لكنه حدث من نوع خاص، فالأمر يتعلق بوفاة ناشط وحقوقي هو نجيم عبدوني.
الذين التقطوا هذا الحدث حوروه أملا في عودة الفوضى إلى شوارع الحسيمة، كيف لا والرجل وجد مدرجا في دمائه وآثار جرح عميق في رأسه.
إنها الفرصة التي لا تعوض، ثم سرعان ما تدوالت بعض المواقع الاليكترونية وصفحات الفيسبوك المجهولة المعلومة “خبر” وفاة ثاني ناشط بحراك الريف متأثرا هو الآخر بجراح في رأسه.
الجراح في الرأس إحالة واضحة إلى حالة المرحوم عماد العتابي الذي توفي بالمستشفى العسكري الثلاثاء الماضي، وكان أصيب بجروح خطيرة في الرأس يوم 20 يوليوز خلال مسيرة احتجاجية ممنوعة بالحسيمة.
خطة مروجي الأكاذيب والفوضى بالحسيمة هو أن يلتقط الناس هذا الخبر خبر وفاة الناشط نجيم عبدوني وبنفس الطريقة التي مات بها العتابي، ليخرجوا إلى الشارع دون تفكير مسبق.
لكن النيابة العامة وعائلة المرحوم عبدوني كانوا في مستوى كشف الحقيقة في أسرع وقت، إذ أعلن الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالحسيمة أن السيد نجيم عبدوني توفي إثر سقوطه عرضيا من سطح منزله بالحسيمة.
وأوضح الوكيل العام للملك في بلاغ أنه “تبعا لما تم نشره في إحدى المواقع الإلكترونية تحت عنوان “عاجل..وفاة ثاني ناشط بحراك الريف وتبعا لما تم تداوله أيضا من أخبار في مواقع إلكترونية أخرى ومواقع التواصل الاجتماعي، مفادها أن شخصا توفي هذا اليوم متأثرا بجروح بليغة في الرأس أصيب بها في ظروف غامضة”، فإن التحري في هذه الواقعة، وحسب تصريحات إبن الهالك، “فإن والده كان بسطح المنزل، فطالبه بالنزول، وبعد مضي حوالي أربعين دقيقة سمع صوت ارتطام قوي صادر من الشارع، فخرج على الفور لاستكشاف الأمر، ليفاجأ بوالده ساقطا على الأرض“.
رحم الله الفقيد ورد الله كيد صناع الفوضى في نحرهم.