افتتحت الشركة الفرنسية المتخصصة في صناعة كابلات السيارات والاتصالات “أكوم”، اليوم الأربعاء 24 يناير، مصنعا بالمنطقة الحرة لطنجة، باستثمار يصل إلى 19 مليون أورو.
ويعتبر مصنع “أكوم” بطنجة، الذي يمتد على مساحة 17 ألف متر مربع والذي من المنتظر أن يوفر 130 منصب شغل، أول استثمار للشركة الفرنسية بالقارة الإفريقية في مجال صناعة كابلات السيارات، حيث من المنتظر أن تبلغ قدرته الإنتاجية 1,5 مليون كيلومتر من الأسلاك والكابلات.
وأبرز كاتب الدولة لدى وزير الصناعة والاستثمار والتجارة والاقتصاد الرقمي المكلف بالاستثمار، عثمان الفردوس، أن الأمر يتعلق بافتتاح مصنع لصناعة كابلات السيارات عالية التكنولوجيا، باستعمال تقنيات أحدث مما كان موجودا بالمغرب، موضحا أن هذا “دليل على ارتفاع المستوى التكنولوجي والقيمة المضافة في الصناعة المغربية”.
واعتبر كاتب الدولة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن استقرار “أكوم” بطنجة يجسد اهتمام المقاولات المتوسطة الأجنبية بالاستثمار في المغرب، مشيرا إلى أن طنجة، بفضل مركب طنجة المتوسط، أصبحت أرضية تتوفر على كافة عوامل التنافسية، وتستأثر باهتمام المستثمرين، لكونها تمنحهم القدرة على الولوج إلى السوق الدولية.
وسجل بأن شركة “أكوم” صممت مصنع طنجة ب “طموح كبير” يعكس “ثقة حقيقية” للفاعلين الاقتصاديين في قطاع السيارات بالمغرب، مذكرا بأن المملكة تهدف إلى تحقيق صادرات في قطاع السيارات بقيمة تصل إلى 100 مليار درهم، بمعدل اندماج محلي يصل 65 في المائة.
وشدد على أن الميزة التنافسية الأساسية للأرضية الصناعية بالمغرب تتمثل في جودة الشراكة بين القطاعين العام والخاص، خاصة من خلال مفهوم المنظومات الصناعية، التي تشرك في الآن نفسه الدولة والاتحادات المهنية والفاعلين الاقتصاديين ومؤسسات التكوين المهني للمضي قدما في تطوير الصناعة، مبرزا أن عمل الوزارة، بمعية مختلف المتدخلين، مكن من استباق احتياجات القطاع واستباق التطورات لتلبية الحاجيات الحقيقية للمستثمرين.
من جانبه، اعتبر الرئيس المدير العام لشركة “أكوم”، جاك دو هير، أن مصنع طنجة تطلب “استثمارا مهما لبناء وحدة صناعية من بين الأكثر والأحسن أداء، والتي تعتمد على تقنيات حديثة في مجال صناعة الكابلات والأسلاك”، مبرزا أن 75 في المائة من إنتاج المصنع سيوجه للتصدير.
وأشاد بقدرة صناعة السيارات المغربية على الاستحواذ على إنتاج 25 في المائة من طلبيات صناعة الكابلات بمنطقة أوروبا، معتبرا أن الأمر يتعلق ب “قصة نجاح حقيقة للصناعة ولسياسة المغرب في المجال”.
وبعد أن ذكر بأن الشركة قامت باستثمارها على ضوء “توقعات جيدة” للقطاع، أبرز أن “أكوم” انخرطت في رؤية المغرب لتطوير قطاع صناعة السيارات، موضحا أنه “لدينا كامل الثقة في المستقبل، فقدرة المصنع على المدى البعيد ستلبي حاجة صناعة 1,5 مليون سيارة من الكابلات في المغرب وفي الخارج”.
وذكر بأن شركة “أكوم” تقوم منذ 30 سنة بتموين شركات صناعة السيارات وقطاع الاتصالات بالمغرب بحاجتها من الكابلات والأسلاك، موضحا أن مصنع طنجة سيركز على صناعة الكابلات التي تدخل في تركيب السيارات.
من جانبه، نوه رئيس مجلس الرقابة للوكالة الخاصة طنجة المتوسط، فؤاد البريني، في كلمة بالمناسبة، بأن افتتاح هذا المصنع يكرس نجاح رؤية جلالة الملك محمد السادس، لتشييد مركب مندمج بطنجة، يضم ميناء ومناطق صناعية وحرة وطرقا متعددة الأنماط، مشددا على أن الأمر يتعلق بـ “قصة نجاح” لمنظومة صناعية متكاملة.
وذكر بحصيلة المركب المينائي طنجة المتوسط والمناطق الحرة التابعة له خلال العام الماضي، والتي كرست مكانة طنجة المتوسط كقطب صناعي واقتصادي ولوجستيكي في خدمة الاقتصاد.