✏️: /ح ي/
بدت لي، شخصيا، تركيبة مسيرة 21 أبريل الجاري بأحد شوارع مدينة الرباط، مثل ذلك المخلوق الذي أعطاه العالم الشاب “هنري فرانك إنشطين” الحياة بعد أن صنعه من أطراف آدمية مختلفة.
ولعل من شاهد وقائع الفيلم الأمريكي “فرانكنشتاين”، سينتبه إلى خطورة هذا المخلوق ومطالبه التي ذهبت إلى حد مطالبة صانعه بأن “يخلق” له رفيقة يحبها وتحبه ويعيشا معا في أعالي الجبال. وحين رفض العالم الشاب “هنري” طلب “مخلوقه”، عمد هذا الأخير إلى قتل خطيبة “هنري” ونزع قلبها.
نعم للتظاهر، ومن حق أي حركة أن تخرج إلى الشارع، وترفع الشعار الذي ترى أنها قادرة عليه، وتطالب بما ترى أنها قادرة عليه، لكن عليها أن تنشطر من تركيبة المخلوق “فرانكنشتاين”.
نعم لتربية المواطنين على الاحتجاج وتنظيم المسيرات، ولا تكفي وحدة المشي لتحقيق ذلك، بل وحدة المواقف والمطالب والشعارات، والمنطلقات والاهداف، أو على الأقل وجود أرضية صلبة لتقريب المواقف بين مكونات “مشاة الآحاد”، المتناقضة والمتنافرة في كل شيء، إلا في نوع “السم” الذي يؤجج غضبها ويفرض عليها المشي جنبا إلى جنب، والصراخ ثم الصراخ للتخلص ما أمكن من احتياطي “السم والغضب”.
يعود كل مكون من مكونات مخلوق “فرانكنشتاين” إلى مضاربه، يتساءل مع نفسه: كيف”التصقت” مع أطراف لا يجمع بيني وبينها لا مرجعية ولا مبدأ، ابهكذا طريقة ساربي الشعب على الاحتجاج والتظاهر؟
وتمر الأيام والشهور…ويتزايد احتياطي”السم والغضب الأعمى”، ليعاود مخلوق فرانكنشتاين تجميع أطرافه المتناقضة لتمشي موحدة في الشوارع.