الحصيلة السنوية للأمن الوطني: إحصائيات مكافحة الجريمة بكل أنواعها والتهديدات الإرهابية
( إعداد.. خديجة الطاهري)/و م ع/
الرباط – بحلول شهر رمضان، تتغير العادات الغذائية اليومية، خاصة عند المصابين ببعض الأمراض المزمنة، كالسكري، الذي يتطلب حمية خاصة وضبطا جيدا لمستوى السكر في الدم من خلال قياسه مرات عديدة في اليوم.
ويتعين على المصابين بداء السكري أن يدركوا حجم المخاطر الصحية، التي قد يتعرضون لها بسبب إصرارهم على الصيام، حيث يترتب على هذا الأمر عدد من المضاعفات الخطيرة يتعين تجنبها والتوعية بأضرارها بفعل التغيرات التي تطرأ على الروتين الغذائي المعتاد، لاسيما عدد الوجبات وتوقيت الوجبات والمكونات الغذائية.
وفي هذا الصدد، أكدت الدكتورة نادية الغساسي أخصائية أمراض السكري، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن مرضى السكري ليس عليهم الصيام بشكل عام، خاصة بالنسبة للذين يعانون من مرض السكري من النوع الأول ويعالجون بحقن الانسولين، وأولئك الذين لديهم مستويات السكر في الدم غير مستقرة، والنساء الحوامل اللواتي يعانين من سكري الحمل، إضافة إلى مرضى السكري الذين يعانون من أمراض أخرى من مضاعفات المرض، مثل القصور الكلوي، وأمراض القلب أو التهابات أخرى حادة.
وتابعت الطبيبة أن الصيام قد يكون آمنا ولن يسبب أي مضاعفات صحية خاصة بالنسبة لبعض مرضى السكري من النوع الثاني الذين يتناولون الأقراص، ولا يعانون من أمراض مزمنة من قبيل ارتفاع ضغط الدم ومرض القلب، لكن ذلك رهين بموافقة الطبيب مع التقيد بالنصائح الطبية، واحترام العديد من القواعد والإرشادات التي يجب على المريض الصائم مراعاتها والتقيد بها قبل بدء الصوم.
وأبرزت أنه إذا كان مريض السكري ينوي الصيام خلال هذا الشهر، فيتعين عليه احترام بعض القواعد الأساسية المتمثلة بالأساس في تقييم حالته الصحية واستشارة الطبيب فيما إذا كان وضعه يسمح له بالصيام من عدمه، وإجراء فحص طبي وتحاليل لقياس مستوى السكر في الدم والاستشارة بشأن تعديل الأدوية والجرعات، فضلا عن التأكد من اعتدال نسبة السكر بالدم على الأقل ثلاث أشهر قبل حلول رمضان.
وأضافت أنه يتعين على مريض السكري الصائم اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن طلية شهر الصيام، إذ ” يجب أن تقتصر وجبة الإفطار على حبة تمر وكأس من الحليب وقطعة خبز ثم شوربة الخضر مع تجنب الحلويات بجميع أصنافها والأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الذهون المشبعة “.
كما توصي الدكتورة الغيساسي بشرب كمية كافية من المياه (بين 2 و4 لتر)، واستبدال العصائر بحبة الفواكه الكاملة، وتجنب السوائل التي تسبب ارتفاع مستويات السكر في الدم مثل العصير ومشروبات الطاقة.
ولم يفت الأخصائية التأكيد على أهمية وجبة السحور بالنسبة لمرضى السكري، حيث ينبغي أن تكون متوازنة وغنية وشاملة لكافة العناصر الغذائية خاصة البروتينات والسكريات البطيئة، مشددة على ضرورة التركيز على الكربوهيدرات المعقدة (مثل الحبوب الكاملة) والبقوليات كالحمص لأنها تحتوي على نسبة عالية من البروتين والألياف، وتناول مصادر البروتين الجيدة والمتنوعة وقليلة الدهون مثل الجبن قليل الدسم، إضافة إلى تناول الفواكه بالحبة الكاملة والامتناع عن عصائرها وتناول الخضروات وشرب كمية كافية من المياه.
وبخصوص ممارسة الرياضة، تنصح الطبيبة، مريض السكري الصائم بممارسة الرياضة أو النشاط الجسماني بعد الإفطار وليس قبله، خلافا لما يقوم به كثيرون والذين يمارسون أنشطة بدنية مجهدة قبل آذان المغرب ما يشكل خطرا على صحتهم، إذ ينبغي أن يتم هذا الأمر في حدود المعقول، معتبرة أن ممارسة الرياضة خلال ساعات الصيام غير محبذة إطلاقا ومن الأفضل تجنبها سواء بالنسبة لمرضى السكري أو الأمراض المزمنة أو الأشخاص العاديون.
وبخصوص المضاعفات المحتملة لمريض السكري بسبب صيام شهر رمضان، أكدت الدكتورة الغيساسي أن الانخفاض الخطير في سكر الدم (فرط هبوط سكر الدم)، أو الارتفاع الخطير في سكر الدم (فرط ارتفاع سكر الدم )، قد يؤديان إلى حالة غيبوبة، خاصة بالنسبة لمرضى السكري ( النوع الأول)، ومرضى السكري (النوع الثاني) الذين لم يحسنوا التحكم في مستويات السكر في الدم، مشددة على ضرورة التوقف عن الصيام فورا عند هبوط أو ارتفاع نسبة السكر في الدم وفي حالة عدم استقرار الضغط الدموي.
وحسب وزارة الصحة، فإن مليوني شخص تفوق أعمارهم 18 سنة بالمغرب مصابون بداء السكري، 50 في المئة منهم يجهلون إصابتهم، فيما يقدر عدد الأطفال المصابين بأزيد من 15 ألفا.
ويعتبر داء السكري مرضا مزمنا قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة على المدى البعيد، من قبيل فقدان البصر، وأمراض الكلى، وبتر الأعضاء السفلية، بالإضافة إلى قابلية الإصابة بأمراض القلب والشرايين، والإصابات الشريانية الدماغية. ويعد الأطفال والمسنون أكثر عرضة لمختلف المضاعفات الناتجة عن هذا الداء.