فيضانات إسبانيا: سانشيز يعرب عن شكره للمملكة المغربية على دعمها لجهود الإغاثة في فالنسيا
(إعداد : محمد الامين إيخيبي)
الرباط -لم تعد متعة مباريات كرة القدم تقتصر على أرضيات الملاعب، بل تعدتها لتنتقل إلى المدرجات التي تصبح معارض فنية تؤثتها تيفوات تحمل رسائل تشجعية وإشارات إنسانية تجاه ذلك اللاعب أو ذاك، تبدع في صنعها مجموعات المشجعين “الألترات”.
ولعل من بين هذه المدرجات، التي سرقت الأضواء نهاية الأسبوع، مدرجات مركب محمد الخامس بالدار البيضاء الذي شهد لقاء الديربي العربي في إيابه بين الغريمين التقليديين وقطبي كرة القدم الوطنية ،الرجاء والوداد، برسم ثمن نهاية كأس محمد السادس للأندية العربية الأبطال، محطمة رقما قياسيا تاريخيا بعدما التحفت بستة تيفوات ثلاثية الأبعاد في مشهد إبداعي قل نظيره.
فقد أصرت مجموعات “الوينرز” و”الغرين بويز” و”الإيغلز” في هذه الأمسية الكروية على أن تنقل حمى المنافسة من أرضية الملعب إلى المدرجات بتيفوات ثلاثية الأبعاد، رفعت حرارة مباراة الديربي العربي الذي كان حماسيا بامتياز، وجذبت عدسات المصورين وانتباه المتتبعين، مساهمة بذلك في تسويق صورة جيدة عن المنتوج الكروي المغربي بكل خصائصه.
وفي لحظة انتشاء بانتزاع فريق الرجاء لبطاقة التأهل إلى دور الربع في لقاء حطم كل الأرقام (ستة تيفوات ، ثمانية أهداف)، يصف أحد مشجعي الرجاء(الغرين بويز) التيفو الثلاثي الأبعاد الذي يحمل صور ثلاثة لاعبين هم صلاح الدين بصير ويوسف السفري و محسن متولي، بأنه تعبير عن مدى اعتزاز وفخر الجمهور الرجاوي بأمجاده وتاريخه، مشددا على أن المجموعة ستظل خلف الفريق لكتابة أروع قصص النجاح، وإعادة سيناريو الإنجازات التاريخية التي حققها الفريق الأخضر بمقارعته لأعتى الأندية في مختلف البطولات قارية كانت أم عالمية.
وبالإضافة إلى التيفوات الثلاثية الأبعاد ، فإن ” غرين بويز ” فاموا بعدة “كراكاجات”، كما سماها المشجع الرجاوي ويتعلق الأمر ب “إشعال الشهب الإصطناعية” في “الكورفا سود” أي الجهة الجنوبية للملعب، مما أضفى احتفالية رائعة وزاد من حماس اللاعبين والجمهور لتقديم أفضل ما يتمتعون به من طاقات، للعودة في نتيجة مبارة اعتقد الجميع وعلى بعد أقل من عشرين دقيقية من نهايتها ، أنها حسمت لفائدة فريق الوداد، مؤكدا أن هذه اللوحات الفنية التي تحملها معها المجموعة اينما حل فريقها وارتحل، تلعب دورا كبيرا في الرفع من معنويات اللاعبين وتشجعهم على تحقيق نتائج جيدة.
وتبتكر “الألترات” كما تقتبس مضمون أفكار التيفوات من الشخصيات المشهورة والأساطير والكتب وأحيانا الروايات التاريخية والألعاب الإلكترونية، لإيصال رسائل قد تكون أحيانا مشفرة للخصم كما تحمل دلالات أخرى قصد حث اللاعبين على بذل كل ما في طاقتهم من أجل النادي وحفاظا على سمعته وافتخارا بتاريخه.
وعلى غرار مباراة الإياب، شهدت مباراة ذهاب ثمن نهاية الديربي العربي بين الفريقين العريقين، رفع تيفو ثلاثي الأبعاد “التنين” وبإتقان عال حمل توقيع إلتراس “الوينرز” المؤازر لفريق الوداد البيضاوي، أشعل “الكورفا نورد”، الجهة الشمالية للملعب، بلوحة إبداعية تعدى صيتها حدود الوطن لتتناقلها كبريات القنوات التلفزيونية العالمية واستفاض في وصفها المعلقون.
ويقول أحد أعضاء مجموعة الوينرز، إن تيفو “التنين” الثلاثي الأبعاد أبهر الجميع من حيث الشكل والمضمون، حيث اختارت المجموعة التنين لرمزيته عبر الزمن وفي عدة حضارات ،الإغريقية و الصينية و اليابانية، ولقدرته على زفر الدخان ونفث لهيب النيران و تخويف الجميع (في إشارة للفريق المنافس).
وأضاف أن هذا التيفو يحمل رسالة مفادها أن المجموعة لها قوة توازي قوة التنين، وأنها قادرة على تشجيع فريق الوداد البيضاوي والدفاع عنه أمام خصومه وكل ما يعترض طريقه في كل وقت وحين وتحفيزه بقوة حتى يواصل حصد الألقاب والكؤوس.
ويزيد في وصف المشهد الرائع الذي رسمته مجموعة “الوينزر” بأن الأدخنة الكثيفة المنبعثة من “الكورفا نورد” للملعب، تشبه الحمم التي تتدفق عند ثوران البراكين وهي إشارة إلى أن نجم فريق الوداد البيضاوي سيبقى متوهجا.
وتتميز كرة القدم الوطنية بتوفر جل الأندية على قاعدة جماهيرية تؤطرها الإلترات، ك”الإيمازيغن” المساندة لفريق حسنية أكادير و”الشارك” المؤازر لفريق أولمبيك آسفي وغيرها من الإلترات المغربية التي لايغيب إبداعها تعبيرا عن ولائها لفرقها وتشجيعها في مختلف الاستحقاقات التي تخوض غمارها سواء داخل المغرب وخارجه غير عابئة بالصعاب، حاملة معها تيفوات عادية أو ثلاثية الأبعاد في غاية الروعة.