فيضانات إسبانيا: سانشيز يعرب عن شكره للمملكة المغربية على دعمها لجهود الإغاثة في فالنسيا
شنغهاي – كتبت وكالة أنباء الصين الجديدة أن نقطة مضيئة جديدة برزت في العلاقات الصينية-المغربية مع بدء شركة الخطوط الملكية المغربية في الـ16 من يناير الجاري في تسيير رحلة مباشرة مدتها حوالي 13 ساعة من مطار محمد الخامس الدولي في الدار البيضاء إلى مطار داشينغ الدولي في بكين.
وأوضحت الوكالة في مقال تحليلي، اليوم السبت، أن هذه هي المرة الأولى التي تفتح فيها المملكة المغربية رحلات مباشرة إلى منطقة آسيا والمحيط الهادئ، مشيرة إلى أن من شأن هذا الخط الجديد أن يلبي الطلب القوي من جانب الاقتصاديين في البلدين، وبالتالي سيسهم في تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين المغرب وثاني أكبر اقتصاد في العالم.
وأضافت أن الصين والمغرب يتمتعان بعلاقات متميزة، مذكرة بأن العلاقات الدبلوماسية تأسست رسميا بين البلدين في عام 1958 ليصبح المغرب ثاني بلد عربي وأفريقي يقيم علاقات دبلوماسية مع الصين.
وشهدت العلاقات الثنائية، خلال السنوات الأخيرة، وفق المصدر، تطورا متسارعا وخاصة منذ الزيارة التي قام بها جلالة الملك محمد السادس إلى الصين عام 2016، والتي وقع خلالها جلالته والرئيس الصيني شي جين بينغ على بيان مشترك حول إقامة شراكة إستراتيجية بين البلدين، “شكلت معلما مهما في تنمية العلاقات الثنائية وتوفير فرص جديدة أمام التعاون المشترك في شتى المجالات”.
وأبرزت “شينخوا” أن الجهود الدؤوبة التي تبذلها حكومتا البلدين الصديقين ساهمت في تعزيز التبادلات الشعبية والعلاقات السياحية بينهما، وفي تحقيق طفرة كبيرة في العلاقات الثقافية الثنائية، توجت بتوقيع برنامج لتنفيذ اتفاقية التعاون الثقافي بين البلدين 2016-2020، واتخاذ خطوات تدعم تطوير هذه العلاقات مثل إنشاء معاهد كونفوشيوس، وإرسال بعثات للتعليم المتبادل للغتين الصينية والعربية وذلك في ضوء ما يزخر به البلدان من تراث حضاري قديم يشكل عنصر جذب للجانبين.
وأشارت إلى أنه منذ عام 2009، تم افتتاح ثلاثة من معاهد “كونفوشيوس” في كل من الرباط والدار البيضاء وطنجة ليصبح بذلك المغرب أول بلد عربي يتأسس به هذا العدد من معاهد “كونفوشيوس” ولتلعب دورا محوريا في تشجيع الطلبة المغاربة على الإلمام باللغة الصينية والثقافة الصينية وتقوية علاقات التعاون الثقافي والعلمي بين البلدين.
ومع استمرار هبوب نسمات دراسة اللغة الصينية في المغرب، تضيف الوكالة، بدأ في الآونة الأخيرة تسجيل إقبال لافت للطلبة المغاربة على تعلم الصينية، وهو ما دفع إلى بذل جهود مشتركة لدراسة سبل دعم تعلمها بالمملكة.
وذكرت بأن الصين والمغرب وقعتا في عام 2017 مذكرة تفاهم بشأن مبادرة “الحزام والطريق”، ما وفر دعما هاما للبلدين لمواصلة ودفع التعاون في مختلف المجالات في إطار المبادرة، وأعطى قيمة مضافة وقوة دافعة جيدة للعلاقات الثنائية، لاسيما أن المغرب “يتمتع بموقع جغرافي إستراتيجي في ملتقى القارتين الإفريقية والأوروبية ويتميز بديناميته وانفتاحه الاقتصاديين”.
أما في المجال السياحي، فقال المصدر إن حركة السياحة بين الصين والمغرب تضطلع بدور مهم في تمتين أواصر الصداقة والتعاون بين البلدين، إذ سجلت الأرقام الرسمية ارتفاعا كبيرا في أعداد السياح الصينيين إلى المغرب منذ قرار المملكة إلغاء التأشيرة بالنسبة للمواطنين الصينيين في يونيو عام 2016، مضيفة، استنادا الى السفير الصيني لي لي، أن قرار المغرب هذا أدى إلى ارتفاع أعداد الزائرين الصينيين إليها من أقل من 20 ألف سائح خلال عام 2016 إلى 180 ألف سائح عام 2018.
وأكدت الوكالة أن فضاءات التعاون بين البلدين في المجال الثقافي والسياحي ستشهد، بدون شك، طفرة كبيرة وآفاقا رحبة مع احتفال الدولتين هذا العام 2020 بـ”عام السياحة والثقافة الصيني-المغربي” حيث يولي البلدان اهتماما كبيرا بدور الثقافة في تعزيز الفهم المتبادل وتحقيق التقارب بين الشعوب، وكذا مع اقتراب حلول عيد الربيع الصيني الذي يبدأ في الـ25 من يناير الجاري ويزداد فيه سفر الصينيين إلى الخارج لقضاء العطلة.
وخلصت وكالة أنباء الصين الجديدة الى أن رحلة الرحالة المغربي الشهير ابن بطوطة إلى الصين، “التي رسخت جذور التبادلات بين الصين والمغرب وشكلت حلقة وصل ربطت بين البلدين منذ القدم، تقف اليوم شاهدا على أن التواصل الثقافي يمثل دوما عنصرا هاما في هذه العلاقات”، معربة عن يقينها بأن الشراكة الإستراتيجية بين الصين والمغرب ستطرح مزيدا من الثمار التي تعود بالخير على شعبيهما الصديقين.