يومية بريطانية تسلط الضوء على المؤهلات التي تجعل من المغرب الوجهة السياحية الأولى في إفريقيا
جنيف – أكد الرئيس المؤسس لمنتدى كرانس مونتانا، السفير جان بول كارترون، أن العطف والاهتمام الخاص اللذين يوليهما صاحب الجلالة الملك محمد السادس للأقاليم الجنوبية للمملكة، يعدان ضمانة لمستقبلها المشرق.
وأوضح السيد كارترون ضمن قراءة لمضامين الخطاب الملكي بمناسبة الذكرى الـ 45 للمسيرة الخضراء، أن “الأقاليم الجنوبية تعد بالفعل نموذجا متفردا للتنمية على المستوى الصناعي، الاقتصادي والاجتماعي”، مسجلا أن لا شيء بوسعه كبح تحولها والإنجازات الضخمة التي تقام بها، “حتى تصير جهة نموذجية بالنسبة لإفريقيا والعالم بأسره”.
وأشار الرئيس المؤسس لمنتدى كرانس مونتانا، ضمن تحليل للخطاب الملكي تحت عنوان “اليد اليسرى للمغرب هي له حقا”، إلى أنه “على ضوء الأحداث الراهنة، من المفيد التأكيد على خاصية حاسمة للمغرب: قدرة شعبه على التعبئة الجماعية خلف ملكه والانخراط بقوة واتحاد وانضباط في المسارات التي ترسم له”.
وفي هذا الصدد -يضيف السيد كارترون- “فإن نموذج المسيرة الخضراء أضحى رمزا قويا للغاية يدل على القوة القتالية، ولكن أيضا إمكانيات صمود المغاربة، وهذا الرمز في سنة 2020، أضحى حاضرا أكثر من أي وقت مضى”.
وشدد على أن “مغربية الصحراء لم تطرح أبدا مشكلة لأحد! باستثناء أولئك الذين تتملكهم الغيرة أمام الإنجازات المبهرة والمستقبل المشرق لمنطقة أصبحت القوة الدافعة لتنمية متفردة على المستوى الإقليمي والقاري”.
وأكد السيد كارترون أنه “بفضل دبلوماسية جيدة، مثابرة وذات نية حسنة، ورؤية ملكية واثقة لم يسبق أن شابتها شائبة، يبدو أن الأمور تتضح أكثر بالنسبة للمغرب والأراضي التابعة له منذ زمن بعيد”، مذكرا بأن القرارات الأخيرة الصادرة عن مجلس الأمن الأممي، “وضعت حدا للنظريات الضبابية وغير الواقعية تماما التي يثيرها أولئك – حيث كنت شاهدا مباشرا على ذلك خلال السنوات الست الماضية- الذين يريدون حرفيا احتجاز ساكنة بأكملها عبر إثارة شعور بالجمود في المنتديات الدولية، والهادف إلى بث التقاعس عن العمل وإنكار الواقع”.
وأبرز أن هذا الوعي، الذي طال انتظاره من قبل الأمم المتحدة، صاحبته، في الاتحاد الإفريقي، نهاية المناورات اللامنتهية، التي شكل المغرب ضحية لها على مدى سنوات عدة.
وأضاف السيد كارترون أن كل هذا “يعلن عن خاتمة وشيكة وسعيدة لهذا الوضع الخلافي الذي استمر لعقود، مدعوما بإنفاق كبير من قبل حكومة (جزائرية)، والتي تجد هنا طريقة تجعل من خلالها ساكنتها تنسى الإفلاس المزمن لمؤسساتها واقتصادها”.
وفي الواقع – يقول كارترون- “لشرح هذا لأولئك الذين لم يستوعبوا جيدا، فإن إنكار مغربية الصحراء، سيكون بمثابة إنكار حقيقة أن يدك اليسرى تشكل جزءا منك ! قد يبتسم البعض لهذه الصورة، لكن الأمر الذي لا يطاق هو أنه منذ 45 سنة، هناك البعض يثيرون الاضطراب في العالم بحجة أن اليد اليسرى للمغرب ليست ملكا له! على المدى الطويل يصبح هذا الأمر لا يطاق”.
وأشار رئيس منتدى كرانس مونتانا، إلى أنه من الواضح الآن أن “المجتمع الدولي على وشك طي صفحة هذه اللحظات المدهشة، المذهلة وغير الواقعية تماما”.
ومن ثم، ذكر بأن “المزيد والمزيد من الدول، ليس فقط الإفريقية، تظهر اليوم بمباهاة متعمدة رفضها للادعاءات العدائية، من خلال افتتاح قنصليات عامة لها في مدينتي العيون والداخلة الجميلتين”.
وخلص السيد كارترون إلى أنه “لا يمكن أن تكون هناك إشارة أكثر وضوحا والتزام أكثر صراحة. فهذا الضوء الضئيل والشاحب الذي يرمز للكيان الشبحي الذي نعرفه، المدعوم من قبل بعض البلدان التي تبحث عن مساعي خادعة، سيتحول قريبا إلى ظلام أبدي”.
(و م ع)