كل من شاهد خرجة محمد زيان، ليلة أمس الأحد، لا شك تأكد من أن فضيحته الأخلاقية التي طفت على السطح أفقدته البوصلة، وصار يقول الشيء ونقيضه.
ظهر محمد زيان بمشهد “الدون كشوت” الذي يحارب طواحين الهواء، موهما نفسه أن المغاربة يصدقونه، يؤكد أن “زيان” انتهى وهذه هي الحقيقة الواضحة.
زيان أصر على أن يخلق لنفسه خصما خاصا، وحاول أن يقحم المغاربة ليتخذوه خصما لهم. هذه هي الخطة البئيسة ل”المحامي والسياسي” محمد زيان، الذي قدم نفسه على أنه في كفة وكل المغرب في الكفة الأخرى!
كان على زيان أن يوضح حقيقة الفيديو والواقعة التي كشفت جانبا من شخصيته المناقضة لشعاراته الكبيرة والرنانة. وعوض أن يفعل ذلك، صار يهدد المغرب ب”كمالا هاريس”، نائبة الرئيس الامريكي المتتخب، وبتقنيي الفيديوهات والصور بكاليفورنيا الأمريكية!.
يقول محمد زيان إن “كمالا هاريس” تعرفه وتعرف “وهيبة”، وأنها ستكون لها الكلمة وهي نائبة الرئيس الأمريكي جو بايدن، وستكون لها كلمة أقوى إذا لم يترشح بايدن لولاية ثانية، بحيث ستصبح كاملا هاريس، رئيسة للولايات المتحدة الأمريكية!. على رأي عادل إمام “كل واحد يخلي بالو من لغاليغو”…
لا المغاربة ولا الملكية، في حاجة لزيان وأمثاله ليحميهم ويخاف على مستقبلهم. وأتساءل شخصيا: متى كان محمد زيان يحمل هم أحد أو هم جماعة او مجموعة أو فئة مهنية ما، وبالأحرى أن يحمل هم الشعب.
كل تحركات زيان وجولاته ببدلة المحاماة كان دافعها حساباته الخاصة جدا جدا. تجاوز كل أعراف مهنة المحاماة والقضاء لأجل الهدف نفسه. كل تصريحات و”جذبات” محمد زيان السياسي، كان دافعها حساباته الخاصة جدا جدا جدا، وتصفية حسابات مع من جعل منهم، بالقوة، مطية لتحقيق حساباته الخاصة جدا جدا.
هل يظن زيان أن كل من تحدث، بعلم أو بغير علم، عن الفوسفاط والمناجم، هو بالضرورة بطل! مثل هذه الشعارات وهذه “المواقف” يلجأ إليها الفاشلون الحالمون.
فعلا، كانت للمغرب معارضة قوية في الأحزاب والنقابات والجمعيات الحقوقية والمدنية، لكن كانت قياداتها تتمتع بصفاء السريرة وبمرجعيات مأصلة. وشخصيا، أجزم أنه من العيب مقارنة معارضة زيان وأشباهه بمعارضة الرجال والنساء الحقيقيون.
هناك وقائع لا يستقيم نعتها ب”الحياة الخاصة”، بل بالسلوكات والأفعال التي تناقض المبادئ والمواقف المعلنة. وهذا حال محمد زيان.
الشخصية العامة، هي أيضا، تلك التي يكون لها حضور ملفت في مختلف وسائل الإعلام، وفي مختلف الفضاءات التي تتحدث فيها بصوت مسموع. وهذا حال “المحامي والسياسي” محمد زيان. وعليه أن يكون في مستوى مواقفه المعلنة في سلوكياته ما ظهر منها وما بطن.
حين يتأكد غياب صفاء السريرة وأصالة المرجعية الفكرية والسياسية والحقوقية عند أصحاب المواقف والمبادئ الجريئة، يطفو على السطح ما يؤكد أنهم ليسوا أهلا لشعارات ومحتويات مواقفهم ومبادئهم. وهذا بكل تأكيد حال محمد زيان.