عقدت إدارة قناة الثامنة “تـامازيغت”، جلسة تواصلية مع المكتب الإداري للمركز المغربـي للإعلام الأمازيغـي مساء يوم الخميس 27 أبريل 2023، وذلك فـي إطـار الجلسات المخصصة للتعريف بحصيلة القناة خلال السنوات الفارطة وتوجهات الإدارة الحالية وسياستها الإصلاحية، ولمناقشة نقط متشاكـلة يكتنفها بعض الغموض فـي البيان المعمّم لتوصيات خرج بها الملتقـى الوطنـي الثانـي للإعلام الأمازيغـي، المنعقد خلال الأيـام ما بيـن 1 و 15 من هذا الشهر، والذي نظمه هذا المركز بمدينة الدار البيضاء، وحـضـره عدد من الفاعليـن فـي القطاع السمعـي-البصـري الأمـازيغـي، من صحفيـيـن ومنتـجيـن ومقدمـي الـبـرامـج ومعديها وفنانـيـن وغـيـرهم، وتم نشـر هذا البيان وتداوله إعلاميا خلال اليــوم الختامـي لهذا الملتقـى.
وتأتـي هذه الجلسة فـي تناغم تام مع توجهات الإدارة الحالية للقناة، لمد جسور التواصل والتفاعل مع جميع الفاعليـن فـي القطاع والانفتاح عليهم، ولاستشـراف الأفكـار والمقتـرحـات ذات الأهمية للنهوض بتطوير الانتاج السمعـي-البصـري الأمازيغـي، ومواكبة مع التطورات الحـاصلة فـي الصناعة الإعلامية الحديثة، ولكشف اللبس عن بعض النقط الواردة فـي بيان المركز وتوضيحها، والتـي تطرقت هذه الجلسة إلـى كـل منها دراسة وتفصيلا، وخرجـت بالمخرجـــات الآتية:
- أنّ جميع العاملـيـن بالقناة، من صحفيـيـن وإداريـيـن وتقنيـيـن وأطـر، يشتغلون فـي نفس الظروف التـي يشتغل فيها زملاؤهم بالقنوات الوطنية الأخـرى، ويتقاضون أجورهم وفق نفس القانون الأساسـي للشـركـة الوطنية المنظم فـي هذا الباب، إضافة إلـى أنّ القناة تمّ إحداثها بأطر كـانت مشتغلة بالشـركـة الوطنية للإذاعة والتلفزة، سواء منها الإدارية أو الصحافية أو التقنية، وتم تطعيمها بأطـر آخـريـن اختُبِـرت كفاءتهم وأثبتت جدارتها واستحقاقها وكـانت فـي المستوى المطلوب، وكما حرصت علـى انتقائهم وفق موازنة انتماءاتهم لمختلف الجهات الوطنية، واتقانهم لجل الفروع الأمازيغية المتداولة بالمغرب.
- تكريس الإدارة للشفافية والنـزاهة والمهنية فـي سياستها التدبيـرية للقناة، وكذلك فـي تحديد المعايـيـر الأساسية فـي انتقاء ودراسة الملفات التعريفية للمتبارين فـي التوظيفات الخاصة بالقناة، وعلـى رأسها الكفاءة والأهلية وإتقان اللغة الأمازيغية.
- وفيما يخص التكوين المستمر للعامليـن بالقناة، استفاد بعضهم مؤخرا من دورات تكوينية داخل وخارج أرض الوطن، آخرها دورة تكوينية نظمت بشـراكـة مع المجلس الوطـنـي للصحـافة، والـتـي استمرت لأيام بالمعهد العالـي للإعلام والاتصال بالرباط، وتعتـزم إدارة القناة بتنسيق مع المديرية المكـلفة بالتكوين داخل الشـركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، الاستمرار علـى هذا النهج.
- وتمّ التطرق والتذكيـر بحصيلة القناة المشـرفة، فـي المساهمة فـي التأسيس للصناعة السمعية-البصـرية الأمازيغية، ونذكر منها بالتحديد كون صناعة الدراما ببعض الجهات وبتعابيـر أمازيغية محددة، كان للقناة الفضل في النهوض بها وتطويرها، كما أنه تم التـركيـز خلال هذه الجلسة على أن العديد من الشـركـات الوطنية المشهود لها بخبـرة أطقمها كانت نعم المساهم والشـريك في هذه الإنتاجات الجيدة التـي بثتها قناة تمازيغت منذ انطلاقها.
- التأكيد علـى حرص مسؤولـي الشـركة الوطنية للإذاعة والتلفزة وإدارة القناة، علـى فتـح المجال أمام أكـبـر عدد من الشـركـات الوطنية المشتغلة فـي القطاع، تفاديا للاحتكـار ولتمديد عقود إنتاج برامج سابقة استنفذت محتواها، باستثناء تلك التـي تم تقييمها وتبيّنت أهميتها ونوعيتها وملاءمتها لمقتضيات دفتـر تحملات قناة تمازيغت، مع العمل علـى ضمان الجودة واستيفاء الشـروط الأساسية فـي هذا الجانب والسهر علـى ضمان حقوق المتعاقدين والعامليـن مع هذه الشـركـات، وتحسـيـن انتقاء المنشّطـين والمعدّين للبـرامج.
- تم التأكيد علـى أن الإدارة الجديدة للقناة بتنسيق مع المديريات المختصة فـي هذا الجـانب بالشـركـة الوطنية للإذاعة والتلفزة أضافت شرطا جديدا لملحق التسعيرة أي (LE DEVIS) المرفق لعقود الإنتاج شرطا أساسيا وجديدا، وهو وجوب الاستعانة بمدقق لغوي متخصص فـي اللغة الأمازيغية، للإشراف علـى الجانب اللغوي فـي إعداد وإنجاز البـرامج، ومن شـأن هذه الإضافة خلق فرص شغل إضافية، وخصوصا لخريجـي مسالك الدراسات الأمازيغية والعلوم الإنسانية بالجـامعات المغربية ومختلف المعنييـن فـي المجال لدى شـركـات الإنتاج.
- التأكيد علـى تفهم إدارة القناة لمطلب متابعة ومواكبة مختلف مراحل الإنتاج الخارجـي للبـرامج، وذكّرت بأنه أمر معمول به دائما بالشـركـة الوطنية للإذاعة والتلفزة.
- وفيما يخص مسألة العدالة المجـالية والمساواة بـيـن الجهات، فمسؤولو الشـركـة الوطنية للإذاعة والتلفزة وإدارة القناة، فـي تمام الوعـي بهذا الجانب، وحـريصون علـى انتقاء الكفاءات الإعلامية منها، ويشتغل فـي الشـركـة الوطنية للإذاعة والتلفزة وكذلك فـي القناة أطر من مختلف الجهات الناطقة بالأمازيغية، من الريف والأطلس المتوسط والجنوب الشـرقـي والشمال الشـرقـي والأطلسيـن الكبيـر والصغيـر وغيـرها من المناطق، ويعملون علـى تغطية مختلف الأنشطة بها، مع الحرص علـى إعطاء كـل منطقة حقها، وفـي هذا السياق تم تطعيم مصلحـة الأخبار بالقناة بصحفييـن ناطقيـن برافدي بنـي وراين وفـݣيݣ، كما تم التذكيـر بالحضور الجلـي لتعبيـر مناطق الجنوب الشـرقـي فـي مختلف المواد التـي تبثها القناة.
- التأكيد علـى أنّ الشـركـة الوطنية للإذاعة والتلفزة منفتحة دائما علـى مبدأ الشـراكـة مع الفاعليـن المعنييـن فـي قطاع الإعلام الأمازيغـي، وممتنة لهم بالمساهمة فـي التدقيق والمعالجة اللغوية للـبـرامج، وفـي مختلف آليات تجـويد الإنتاج، وإشـراكهم فـي تنظيم أنشطة موازيـة لتكريم البـرامج الناطقة بالأمازيغية الناجـحـة، للتشجيع علـى تجـويد وإتقان العمل والفعل التلفزي الأمازيغـي.
وختاما خلصت الجلسة بتوافق تـام وانسجـام بينهما علـى مختلف الأهداف والتطلعات فـي سبيل النهوض بالثقافة والإعلام الأمازيغـييـن، تماشيا مع الإرادة المولوية السامية الساهرة دوما علـى تحقيق المصلحـة الكبـرى للوطن.