أكدت أسماء غلالو، عمدة الرباط ورئيسة شبكة المدن القوية، أن المغرب اعتمد منذ الهجمات الإرهابية التي وقعت في الدار البيضاء في 16 مايو 2003، على سياسة أمنية استباقية واستراتيجية متكاملة وناجعة ضد الإرهاب.
وذكرت في هذا الاطار، الاستراتيجية الشاملة والمتعددة الأبعاد التي اعتمدتها المملكة في هذا المجال والتي ارتكزت على ثلاثة عناصر أساسية همت بالخصوص إعادة هيكلة الحقل الديني وتفعيل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بالإضافة إلى دعم وتقوية المقاربة الأمنية.
ويأتي هذا التصريح خلال الجلسة الافتتاحية للمائدة المستديرة حول جهود الجماعات الترابية المغربية للوقاية من آثار التطرف والاستقطاب، والتي نظمتها شبكة المدن القوية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، يوم الاثنين 27 نونبر 2023 بمدينة طنجة، وبحضور ممثلين عن وزارة الداخلية، ووزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين في الخارج.
كما أشارت غلالو، أن معهد محمد السادس لتدريب الأئمة المرشدين والمرشدات يمثل نموذجا متميزا على الصعيد العالمي بخصوص تدريب الأئمة في مجال الإمامة والإرشاد وتمكينهم من المناهج والمعارف التي تؤهلهم للقيام بالمهام الموكولة إليهم .ويعتبر إنشاء هذا المعهد تعزيزا للدبلوماسية الدينية للمملكة المغربية، بالإضافة إلى أنه يشكل دعما آخر لجهود محاربة التطرف التي تبذلها بلادنا.
وشددت عمدة الرباط على أن المملكة المغربية إلتزمت بمواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين بجعل التنمية المستدامة مشروعا اجتماعيا حقيقيا، بحثا عن نموذج جديد للتنمية يضع المواطنين في صلب اهتماماته، حيث اعتمد بلدنا مقاربة شمولية شكلت اللبنة الأساسية لسياسة الدولة الاستباقية، تحت الرؤية المستنيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، من أجل محاربة الخطر الذي ينتجه التطرف على جميع المستويات، وخاصة في محاور الإصلاحات الدينية والجانب التنموي والمقاربة الأمنية وإعادة تأهيل السجناء.
وفي نفس الإطار، أشارت غلالو، أنه التزاما منها بمحاربة التطرف ونبذ العنف وخطاب الكراهية، فان جماعة الرباط انخرطت عبر برنامج الجماعة الذي يزخر بمجموعة من المشاريع في هذا المجال، ومن أهمها اتفاقية إطار للشراكة بين وزارة الشباب والثقافة والتواصل وجماعة مدينة الرباط، والتي تهدف إلى النهوض بالوضع الثقافي بعاصمة المملكة وذلك عبر تجهيز عدد من المنشآت والبنيات التحتية. كما أكدت عمدة الرباط أنها تعي جيدا أهمية انشاء دور الشباب ومدارس لتلقين فنون المسرح والموسيقي للشباب، مما من شأنه المساهمة في نبذ العنف والتسامح ومواجهة التطرف الفكري المتعصب، وتحقيق الأمن والسلام.