يومية بريطانية تسلط الضوء على المؤهلات التي تجعل من المغرب الوجهة السياحية الأولى في إفريقيا
يشكل المعرض الدولي للفرس بالجديدة، الذي يطفىء هذه السنة شمعته الخامسة عشرة، مناسبة للاحتفاء بالموروث الثقافي الوطني الغني المرتبط بالفرس، وفرصة للتعرف على مختلف أنواع الخيول، العربية الأصيلة منها أو العربية-البربرية أو الانجليزية.
كما تكرس هذه التظاهرة، التي تنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بمركز المعارض محمد السادس بالجديدة من 1 إلى 6 أكتوبر الجاري، مدى العناية التي يحظى بها الفرس من لدن المغاربة على مر العصور، والتي تجد صداها الواسع في ما يزخر به تراث المملكة من تقاليد عريقة.
ويأتي تنظيم هذه التظاهرة الدولية، المقامة تحت شعار “تربية الخيول في المغرب: الابتكار والتحدي”، لخلق فضاء للقاء بين كل الشركاء والفاعلين في مجال تربية الخيول بالمغرب بهدف تشجيع وتنمية الإنتاج في قطاع يعتبر من أهم الثروات الوطنية.
وإذا كان المعرض يكتسي بعدا ثقافيا، فإن بعده السوسيو- اقتصادي لا يخلو من أهمية كبيرة أيضا، حيث يشارك مجموع الفاعلين المرتبطين بتربية الخيول، لاسيما الصناع التقليديون والمقاولات الصغرى والمتوسطة، بغية تثمين مهن القطاع.
وقد شكل الفرس على الدوام، جزء من تاريخ وثقافة المغرب، حيث ظل موضوع الفروسية حاضرا في الذاكرة الجماعية على مر القرون، من تربية الخيول إلى ترويضها، ومن علم الخيول إلى الأدب المتعلق بها، ومن فن استعمال الأسلحة إلى الترفيه.
وقد تجلى هذا الاهتمام في السنوات الأخيرة في تنظيم مختلف الأنشطة المرتبطة بالفرس من مباريات لتشجيع تربية الخيول وتظاهرات وطنية ودولية في رياضة القفز على الحواجز، وكذا في فنون الفروسية التقليدية، التي تبرز العناية التي تحظى بها من خلال تنظيم مسابقات وطنية سنويا، لاختيار أحسن “السربات” وأحسن فارس وأحسن فرس وأحسن لباس (زي تقليدي)، وكذا عبر رصد جوائز مالية لتشجيع هذه الرياضة المتجذرة في الثقافة المغربية والتي تشكل جزء من أصالة المملكة وتاريخها.
ويتمثل الهدف الأساسي لهذا المعرض، الذي تنظمه جمعية معرض الفرس، في استعراض الفرس وكل ما يتعلق به، حيث يقترح هذا الحدث العديد من الفضاءات، يتطرق كل منها لمجال محدد، لينصهر الكل ضمن مفهوم فريد يستلهم عالم الفرس، بمرابطه وحلباته وحظائره وحواجزه.
وفي هذا السياق، يقترح (قطب المعارض) فضاءات للعارضين مخصصة للجهات والهيئات المؤسساتية والفن والخيول، فيما يتضمن (قطب الفرجات) والمسابقات أنشطة يومية كألعاب الفروسية وبطولات وطنية للاستعراض خاصة بأنواع الخيول كالبربرية والعربية الأصيلة والإنجليزية البربرية.
كما سيتم تنظيم المباراة الدولية لجمال الخيول العربية الأصيلة، وكأس المربين المغاربة للخيول العربية، والبطولة الوطنية للخيول العربية البربرية، فضلا عن المباراة الدولية للقفز على الحواجز، من فئتي نجمة واحدة وأربع نجمات، المؤهلة لكأس العالم وباعتبارها المحطة الثالثة من الدوري الملكي المغربي الدولي.
ويقترح المعرض أيضا فضاء خاصا بفن التبوريدة مع مشاركة سربات تمثل مختلف جهات المملكة، تتبارى في إطار الدورة السابعة للجائزة الكبرى لصاحب الجلالة الملك محمد السادس للتبوريدة.
ويتضمن المعرض عددا من الأروقة منها بالخصوص، رواق القوات المسلحة الملكية، والحرس الملكي، والدرك الملكي، والأمن الوطني، والقوات المساعدة، وكذا رواق الجامعة الملكية المغربية للفروسية، والمركب الملكي دار السلام للفروسية والشركة الملكية لتشجيع الفرس.
ويشمل برنامج المعرض أيضا عدة ندواة ومحاضرات تهم عدة مواضيع اجتماعية واقتصادية، ثقافية، تاريخية، علمية، منها على الخصوص “القطب الرقمي للفلاحة والغابات ومرصد الجفاف” و”العلوم، الابتكارات والتحديات: حالة قطاع الخيول” و” البيولوجيا الجزيئية في خدمة تربية الخيول”.