يومية بريطانية تسلط الضوء على المؤهلات التي تجعل من المغرب الوجهة السياحية الأولى في إفريقيا
في الفن لا شيء مستحيل، فلا غرابة إذا قلنا أن الفن في ألفيتنا الثالثة هو صوت الشعب ومنبره، فوقع الكلمات أكبر على الناس من أي شيء آخر، فالفن هو المتنفس الأخير للمهمشين والمضطهدين اجتماعيا، فمن خلاله يوصلون رسائلهم لصناع القرار، ويرقى بحرية التعبير إلى أسمى المراقي، كيف لا وهو قائم على أساس حضاري رفيع، جعل منه شباب الربيع العربي عنوانا لإبداعاتهم الفنية. هذا ما تحاول فرقة “دوبل م” ” 2BL M” القيام به، وهو جعل الفن منبرا لمن لا منبر له. ومع فرقة دوبل م كان لأكورا بريس هذا الحوار:
أهلا بالفنان سيمو أحرار، هلا عرفت الجمهور بكم وبفرقتكم دوبل م ؟
سيمو أحرار : فرقة دوبل م BLE M 2 هي فرقة تتكون من ثلاث إخوة أحرار – منير – محسن – سيمو . وكانت البداية سنة 2007 ولها ألبوم “آخر كلمة” و”صوت الشعب”، كما كانت لها عدة سهرات بعدة مهرجانات وطنية منها: موازين ومهرجان موسيقى الشباب، ومهرجان إغرمان، ومهرجان الصيف، ومهرجان بني عمار، إضافة إلى عدة تكريمات وسهرات شخصية
سيمو أحرار لنبدأ بجديدكم الفني هلا حدثنا عنه؟
سيمو أحرار : أولا شكرا لك على هاته الاستضافة ,, حقيقة فرقة دوبل م أخرجت ألبومها الأول سنة 2009 والثاني في أواخر سنة – 2013 -. صوت الشعب الذي يجمع العديد من الأغاني التي تدافع عن قضايا وطنية اجتماعية، وعن ثقافتنا المغربية الأمازيغية العربية كأغنية – بلاد الأمازيغ – ومشاكل الشعب المغربي وشبابه الذي يعيش تأزما، وما نراه في شوارعنا من مظاهرات للمعطلين الذين لهم الحق في العمل بعد كل سنوات الدراسة ولهذا جئنا بأغنية – سيد الرئيس – لإيصال رسالتنا الفنية للمسئول الأول على الحكومة المغربية الذي هو رئيس الحكومة.
رسالتكم كانت واضحة من خلال أغنيتكم “سيدي الرئيس” وهذا يعني بأن الفنان واعي تماما بالمشاكل التي يتخبط فيها أفراد المجتمع لكن ألا ترى بأن الفنان في نفس الوقت هو بعيد عن السياسة وأنه من الواجب عليه أن يبقى بعيدا عنها؟
سيمو أحرار : لا يمكن للفنان أن يبتعد عن السياسة لأن المواطن المغربي يعيش السياسة، والفنان المغربي بنفسه هو مواطن مغربي .. السياسة بالمغرب هي التي تجعل من الفنان يدافع بواسطتها عن مشاكل المجتمع التي يتخبط فيها في وقت نشاهد البرلمانيين الذين ثم التصويت عنهم من طرف الشعب يبتعدون عن ما يشغل المواطن ويدافعون عن قضايا لا تهمنا كمواطنين، المواطن المغربي ما يريده سوى كرامته والمعيشة والسكن، بعيدا عن الزيادات التي تقتل جيبه يوميا؛ فأغنية – سيد الرئيس- جاءت كرسالة فنية موجهة لأصحاب الاختصاص دستوريا -ألا وهو رئيس الحكومة- كنظرة تنير الواقع الذي نعيشه كمواطنين. الفنان الذي يبتعد عن السياسة ليس بفنان.
إذن هلا حدثنا عن الغاية الرئيسية المستهدفة من أغنية “سيدي الرئيس” الموجهة مباشرة لرئيس الحكومة عبد الإله بنكيران؟
سيمو أحرار : بعد الاجتماع بين الإخوة أحرار — منير ومحسن وسيمو — ولرؤيتنا اليومية لما يقع في الشارع العام وما تعيشه العديد من العائلات الفقيرة، واحتكاكنا اليومي بعدة مشاكل التي يعيشها السكان، وما نراه في شوارع العاصمة من معطلين ومجازين، وأيضا لوجود تعليم هزيل. هناك أيضا أشياء تزدهر بها البلاد وأيضا هناك مساوئ.
محسن أحرار : قمنا بكتابة هاته الأغنية كرسالة فنية لرئيس الحكومة نشرح بواسطتها بعض العراقيل التي يعيشها المواطن المغربي من صحة ومستشفيات تنقصها العديد من المعدات ومناطق مهمشة ومنسية. أيضا التعليم الذي يعيش خطوات للوراء ولن نصنع به أية كفاءات مغربية، كما يجب على رجال السلطة أن يحترموا المواطن المغربي وان يخدمونه لأن ما نراه في بعض المراكز يأسفني وانأ أحب وطني، وأرى السلطوية على شيوخ وعجزة دافعوا ضد الاحتلال لاستقلال البلاد واليوم يعيشون القهر والتسلط.
موقفكم منه هل هو راجع لخلفية سياسية أم لإحساسكم وانشغالكم بالهموم الاجتماعية؟
سيمو أحرار : ليست هناك خلفية سياسية أمام واقع مر يعيشه المواطن المغربي. كفنانين مغاربة وهنا أتكلم عن فرقة دوبل م. أي مواطن كيفما كان سيحس وينشغل بالهموم الاجتماعية، ونحن فنانون بواسطة هاته الأحاسيس والهموم، نرفع رسالة فنية لأصحاب الاختصاص لإيجاد الحلول بدلا من بعض البرلمانيين النائمين بدون تعليق، وهناك من يجدون الفصاحة لعبة لجلب الأصوات وآخرون الدين لجلب المؤيدين .. حقيقة الأحزاب المغربية أظهرت فشلها في حل المشاكل العالقة وهناك شباب طموح كسرت الأحزاب جناحيه ليبتعد عن السياسة، لن نصمت عن كلمة الحق في وقت يملأ النفاق جانبيه .
منير أحرار : ما يهمنا هو كرامة المواطن المغربي وحياته الاجتماعية، الفنان يوجه رسالة فنية صادقة والحمد لله أننا في وطن يؤمن بالحرية والتعبير عن الآراء التي تمس المواضيع الهامة، كما أن الفنان هو ذلك السهم المنير للحقيقة أمام وجوه تغمض الأعين كأنها لم ترى شيئا، والفنان الذي لا يدافع في فنه عن القضايا الوطنية الاجتماعية فهو بعيد عن المواطنة أو أنه يميل لطرف واحد.
هل يحق للفنان الخوض في السياسة من خلال أغانيه آم يجب عليه أن يظل منحصرا فقط في دائرة الفن؟
سيمو أحرار : ذلك يتعلق بالفنان شخصيا إن كان قادرا على المغامرة في السياسة، بالنسبة لفرقة دوبل م فنحن قادرون ما دمنا نرى أشياء تمس كرامة المواطن، والحمد لله الآن لنا دستور يعطينا الحق في ذلك للتعبير عن كل آلام ومشاغل المواطن اليومية، يمكن لي صياغة سؤالك بطريقة أخرى : هل يحق للموظف الخوض في السياسىة أم لا ؟؟ .. جوابي هو نعم ولهذا فأنا مهنتي ووظيفتي هي الفن، وما يعرفه الكثيرون أننا مغامرون ومن حقنا أن ندافع عن المواطن بفننا
هل الفنان الآن في المغرب يمارس حريته في التعبير من خلال الحق الذي خوله له الدستور ؟
محسن أحرار: بالنسبة لنا الفنان المغربي ونتكلم عن الفنان الحقيقي المناضل الذي يجعل من فنه قلما لإيصال الرسائل المباشرة. ولهذا فالفنان المغربي يعيش حريته في التعبير ولو أن هناك أقلية تريد كسر الحرية. الفنان له كل الحرية ما دام لا يمس الأشياء المقننة قانونيا ودستوريا، والقانون المغربي يساعدنا على التعبير عن آراءنا بفننا وبشفافية. ولدنا أحرارا وسنموت أحرارا في بلد الأحرار، لكن يجب علينا أن نعرف ما لنا وما علينا لأن هناك من لا يعرف معنى الحرية ويريد كسر القيود الصلبة ولن يجد إلا القيود الحقيقية .
إذا كانت فرقة “دوبل م” تعبر عن قضايا وهموم الشعب المغربي فلماذا لا يستقطبها القائمون على المهرجانات الوطنية ؟
سيمو أحرار: هذا سؤال رائع. حقيقة ما نراه اليوم في مهرجاناتنا هو وجود بعض السماسرة الذين يتلاعبون بالفنان المغربي الذي لا يزال نائما ولا يدافع عن حقوقه ويترك هؤلاء يلعبون كما يريدون، يأتون بمغنيين أجانب بالملايين ويعطون للفنان المحلي شربة ماء بدراهم معدودة. وما أراه شخصيا هو وجود بعض الأشخاص لا علاقة لهم بالغناء وهم موجودون بين القائمين على البرمجة للمهرجانات. حقيقة حتى وزارة الثقافة لا تدافع ولا النقابات الفنية، غيرتنا على بلادنا وفنانيه هو سبب كلماتي هاته التي تحرك مشاعري لنضال كبير ضد المفسدين في هذا الميدان وأتمنى أن يتحرك الفنان للدفاع عن حقوقه المهضومة . وهناك إنشاء الله مهرجانات ستقربنا من جمهورنا في القريب العاجل .
كيف تنظرون لواقع أغنية الراب في وقتنا الحاضر؟
منير أحرار : الواقع هو أن هناك بعض الإخوة في الراب المغربي يقدمون رسائل جيدة وأغاني في المستوى وأنه بوجودنا ووجود هؤلاء الفنانين الشباب ستكون أغاني الراب هي الوحيدة التي تدافع لحد الآن عن هموم ومشاكل المواطن.. انشاء الله هناك شباب طموح ونحن نعرف أن المغرب له عدة مؤهلات فنية يمكن لنا أن نجعل من الراب المغربي نموذجا كأغاني الغيوان التي أحببناها منذ الصغر والتي تدافع أيضا عن المواطن، نعيش اضطرابات خصوصا عدم اهتمام وزارة الثقافة بالشباب في الميدان ولا بفن الراب لكننا صامدون .
كلمة أخيرة لجمهوركم.
محسن أحرار : نحن الآن بصدد إعداد الألبوم الثالث للفرقة وسيكون إن شاء الله يحتوي على مواضيع مهمة لأن هناك الكثير الذي يجب علينا التحدث عنه.
سيمو أحرار: في الأخير أشكرك وأشكر جريدتكم على متابعة أغنيتنا – سيد الرئيس – والتي أعطتنا اهتماما للتحدث عن المغزى وعن فرقتنا وأتمنى من الجهات المسئولة أن تعطي أهمية لفن الراب ولمواضيعه الفنية بوجود العديد من الفنانين الشباب الذين نحترمهم لرسائلهم الفنية، وأن نكون خير مثال لهذا الوطن الأمين الذي نعشقه، وأن تفتح لنا الفرص بمهرجاناتنا الوطنية بدلا من فنانين أجانب من دول شقيقة لا يهتمون بفنانينا المغاربة “باراكاو .. ولاد لبلاد هوما لوالا”.