يومية بريطانية تسلط الضوء على المؤهلات التي تجعل من المغرب الوجهة السياحية الأولى في إفريقيا
وأبرز بيرو، في حديث مع الصحافة بمناسبة اليوم الوطني للمهاجر الذي يحتفل به في 10 غشت من كل سنة، أن “مغاربة العالم يساهمون اجتماعيا واقتصاديا وثقافيا في مسيرة التنمية ببلادنا”، مشيرا إلى أهمية نجاح هذه الجالية في بلدان الاستقبال. كما أكد الوزير أن النجاح الدراسي لهذه الجالية، التي تعد “محورا اجتماعيا واستراتيجيا”، يساهم بشكل إيجابي في تكوين الفاعلين المؤثرين في المستقبل على المستوى الاجتماعي والاقتصادي والثقافي ببلدان الاستقبال وتعبئة الكفاءات في مختلف المجالات.
وأشار إلى أن “ستة عشر بالمائة من المغاربة المقيمين بالخارج لديهم مستوى التعليم العالي”، مبرزا أن “الطفل الذي ينجح في مساره الدراسي يصبح في 10 إلى 15 سنة فاعلا يعمل في جميع المستويات”.
وفي ما يتعلق بالتحديات التي تواجهها الجالية المغربية، أبرز السيد بيرو ضرورة الحفاظ على هويتها، وذلك لتعزيز تشبثها بالوطن الأم، والاستفادة من هذا الانتماء المزدوج لكل من المغرب وبلد الاستقبال. وفي نفس الإطار، أشار إلى أن مشكلة اندماج مغاربة العالم في المجتمعات الغربية لا يطرح بتاتا، معتبرا أن المغاربة من بين أكثر الجاليات اندماجا في جميع المجتمعات، وذلك بفضل قدرتهم عل التكيف.
مغاربة العالم يشكلون بحق سفراء للمملكة
وقال إن “مغاربة العالم يشكلون بحق سفراء للمملكة من خلال نموذجهم في الاندماج واحترام الآخر، والتسامح والانفتاح. إنهم يندمجون جيدا وبسهولة دون التخلي عن جذورهم وتمسكهم بالبلاد”.
وأشار بيرو إلى أهمية الأخذ بعين الاعتبار مختلف انتظارات وطموحات وانتقادات المغاربة المقيمين بالخارج، من خلال الاهتمام بجميع السياسات المخصصة لهذه الفئة من السكان.
وقال إنه “رغم الجهود المبذولة، فإنه لا يزال هناك عمل ينبغي القيام به في مجال الإجراءات الإدارية بغية الرفع من جودة الخدمات لهذه الجالية، وعلى الخصوص في ما يتعلق بالخدمات الإدارية المتعلقة بالضرائب، والمحافظة العقارية والعدل”، معتبرا أنه “لا ينبغي أن تضيع أسابيع العطل في الأروقة الإدارية”.
من جهة أخرى، أكد السيد بيرو أن الاحتفال باليوم الوطني للمهاجر يوم 10 غشت يهدف إلى تكريم هذه الجالية التي لها أهميتها على مستوى المملكة، وتقييم التقدم المنجز وتطوير السياسة المتبعة اتجاه المهاجرين المغاربة. واغتنم الوزير الفرصة للتأكيد على العناية الملكية والاهتمام الخاص الذي يوليه جلالة الملك لمغاربة العالم، والذي تجلى على الخصوص من خلال رئاسة عملية “مرحبا”.
اليوم الوطني للمهاجر يسلط الضوء خلال هذه السنة على الجيل الأول من مغاربة العالم
كما أشار إلى أن اليوم الوطني للمهاجر يسلط الضوء خلال هذه السنة على الجيل الأول من مغاربة العالم، وتكريمهم على نضاليتهم ومثابرتهم وتعلقهم الكبير بالوطن الأم.
وقال بيرو “نرغب في تكريم الجيل الأول للمهاجرين المغاربة في الخارج الذين هاجروا في أواخر الخميسات وبداية الستينات من القرن الماضي، في ظروف صعبة للغاية. وخلال هذه الفترة عانى المغاربة بتركهم دواويرهم وجماعاتهم وقراهم وأسرهم من أجل مغامرة كاملة”.
وأبرز في هذا السياق أنه خلال الاحتفال بهذا اليوم سيتم تكريم خمسين من المهاجرين المسنين القادمين من مختلف البلدان وآخرون مستقرون في المغرب، مضيفا أن وزارته ستكشف في نفس الوقت عن مخطط العمل الخاص بالأشخاص المسنين من الجالية المغربية المقيمة بالخارج. وخلص إلى أنه “خلال هذه السنة، سيبعث اليوم الوطني للمهاجر رسالة أولى بالاعتراف والامتنان للجيل الأول والثاني والجيل الجديد، من خلال منحهم نموذجا للاتباع”.