بالصور: تفاصيل احتفاء أسرة الأمن الوطني بأبنائها المتفوقين دراسيا ورياضيا وفنيا
شكلت الزيارة الأخيرة التي قام بها الرئيس الفرنسي “فرانسوا هولاند” “الصدمة” بالنسبة للجزائر، بعد أن وصفتها إحدى الصحف الجزائرية الأكثر انتشارا في البلاد، وخصصت لها غلافا عنونته بــ “هولاند يطعن الجزائر في المغرب”، الصحيفة لم تترك صغيرة ولا كبيرة إلا وذكرتها عن الزيارة، وهذا يعني أن الجزائريين كانوا يتابعون خطوات وخطاب “هولاند” بدقة وتمعن ويقارنونه بزيارته للجزائر في دجنبر 2012.
أكثر المواقف التي شكلت الصدمة للجزائر، هي الاستقبال الشعبي الذي حظي به “هولاند” بالمغرب كما الجزائر، إلا أن الزيارة ذكرتهم بالألم الذي شعروا به خلال زيارة رئيس دولة فرنسا للجزائر، حين صرح أنه لم يأت للجزائر ليعبر عن ندمه أو ليعتذر، الصحيفة ذكرت أن “هولاند” ضرب الجزائر في مقتل بالرغم من “بوسة الساسي”، وهو الجزائري “حمزة الساسي” الشهير بتقبيل يد رئيس فرنسا الدولة التي كانت تحتل الجزائر، والذي تم تهديده بالقتل جراء تصرفه، وحسب الصحيفة فإن “البوسة / المُذلّة” لم تقدم شيئا للجزائريين ولم تنتزع تصريحا كالذي عبر عنه “هولاند” في خطابه أمام البرلمان المغربي.
خطاب الرئيس الفرنسي يبدو أن الجزائر تابعته بإمعان، كما نشرت الصحيفة في عددها ليوم الجمعة 5 أبريل الجاري، وهكذا تم التركيز فيه على الجانب المتعلق بقضية الصحراء المغربية، التي تعبر الجزائر في جميع المناسبات أنها غير معنية بالملف وليست طرفا فيه، والصدمة جاءت من خلال دعم “هولاند” لمقترح الحكم الذاتي الذي قال عنه أنه مقترح يستحق التقدير لمصداقيته وجديته، وهو الطرح الذي يتماشى مع الموقف المغربي وترفضه الجزائر على لسان مرتزقة البوليساريو.
الصحيفة لم تتوقف عند نقل تصريح “هولاند”، بل حللته ووصفته بالخديغة، حيث رأت أن “هولاند” لم يتطرق خلال زيارته للجزائر إلى قضية الصحراء بهذا التفصيل وهذا الولاء، ولم تكتف بتهمة “الخديعة” بل وصفت الرئيس الفرنسي بالممثل البارع، حيث ذكرت في مقالها:” “هولاند برع في “التمثيل” على الجزائر والاكتفاء بتقديم الوعود فقط، مقابل إفادة المغرب بحزمة اتفاقيات تجارية واقتصادية وسياسية.”
طعنة “هولاند” للجزائر، لم تأت فقط من تصريحاته حول الصحراء أو التنمية في المغرب، بل جاءت من القصر الملكي بالدار البيضاء، حين أشرف رفقة ملك المغرب محمد السادس على توقيع 30 اتفاقية في مجالات النقل والصناعة الغذائية والزراعة ومعالجة المياه والطاقات المتجددة والتكوين والتعليم والبحث العلمي وكذا تنقل الأشخاص، خاصة وأن نوعية الاتفاقيات مقارنة بما تم التوقيع عليه مع الجزائر يزعج الجار الشقيق، الذي انزعج محللوه الاقتصاديون من أن يكون المغرب الشريك الأول لفرنسا من خارج الاتحاد الاوربي، فكانت طعنة “هولاند” للجزائر من قلب المغرب سياسية واقتصادية كذلك.
أكــورا بريس/ خديجة بــراق